اتَّهمت اللجنة الإشرافية في ساحة الاعتصام بمديرية خور مكسر بمحافظة عدن الأجهزة الأمنية بمواصلة أساليب القمع ضد الجنوبيين المطالبين بالاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية.
وقالت الهيئة الإشرافية في بلاغ صحفي صادر عنها- تلقت "أخبار اليوم " نسخة منه- إن الاجهزة الامنية التي أقدمت على قمع المتظاهرين وإطلاق الرصاص الحي والقنابل المسيلة في تظاهرة المعلا يوم 30 نوفمبر ما أسفر حينها عن إصابة 58 شخصاً, تُواصل قمعها لأنصار الحراك الجنوبي، مشيرةً إلى قيام الجنود المرابطين في جولة (سوزوكي يمن )بالشيخ عثمان بتكبيل أحد الشباب وضربه ضرباً مبرحاً حتى أُغمِي عليه قبل أخذه إلى مكان مجهول حيث لايزال مصيره مجهولاً حتى مساء أمس ــ وفقاً للبيان.
وأشارت الى أنها فوجئت بهجمة شرسة تعبئة خاطئة ضد الهيئة الإشرافية للاعتصام في ساحة العروض ووصفها بعبارات قاسية والتحريض ضدها بأساليب عدة تُبرئ المجرم وتحمِّل الضحية مسؤولية همجية قوات النظام ــ حسب تعبيرها.
ولفتت الى أن تلك الهجمة الشرسة على الهيئة الإشرافية وإصدار البيانات من بعض المكونات في التنكر للمشاركة في الهيئة الإشرافية يشكل تناقضاً عجيباً.
وقالت الهيئة الإشرافية: إن كل المكونات تعلم أن الهيئة من كل شرائح المجتمع الجنوبي وأن المكونات قدمت أسماءً للهيئة وهم مشاركون فيها وأيضا ممثلين عن المحافظات والنقابات والشباب والمرأة , مؤكدةً أن الاعتصام سوف يستمر حتى تحقيق التحرير والاستقلال وبناء دوله الجنوب المستقلة كاملة السيادة.
وطالبت الهيئة كل مكونات الثورة الجنوبية بعدم الانزلاق إلى المهاترات والمماحكات التي اعتبرتها تخدم أعداء الثورة الجنوبية فقط , وحثَّت على تفويت فرصة شقِّ الصف الجنوبي وكسر عزيمة الثوار, مؤكدة أن المسؤولية اليوم تقع على عاتق كل ثائر جنوبي وأنه لا مجال للتراشق بالبيانات التي تهدف لتشويه صورة الثوار ووصفهم بالعمالة والخيانة.
وشدَّدت الهيئة الإشرافية على أهمية العمل بكل جهد من أجل لملمة الشمل وترسيخ مبدأ التصالح والتسامح والعمل المستمر لمواصلة التصعيد بخطط مدروسة وعدم ترك فرصة للانزلاق نحو الفوضى أو التراجع, داعيةً كل أحرار الجنوب إلى شحذ الهمم ومواصلة التصعيد بكل الطرق السلمية و مؤازرة الثوار المعتصمين مُدينةً ما تعرَّض له أبناء الشحر من جرائم وهم ينتفضون ضد النظام مع المعتصمين في العاصمة عدن.
ودعت الهيئة الإشرافية في ختام بلاغها الصحفي كل المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى الوقوف أمام الجرائم التي تُرتَكب بحق شعب الجنوب, مؤكدة أنها لن تنجر إلى أي تراشق إعلامي وأن المسؤولية جماعية والباب مفتوح لأي مقترحات أو برامج تصعيدية من قِبل الجميع سواءً مكونات أو شخصيات جنوبية وقالت إنها تؤمن بالعمل الجماعي لأن المسؤولية اليوم تتطلب جهد الجميع.
إلى ذلك واصل المعتصمون في ساحة العروض تظاهراتهم السلمية عصر أمس حيث انطلقت مسيرةٌ لمتظاهري الحراك من ساحة الاعتصام حتى المعلا والعودة مرة أخرى إلى الساحة وذلك للمطالبة بتشكيل قيادة جنوبية موحدة.
من جانب آخر حمَّل المجلس العسكري والأمني الأعلى الجنوبي قوات الأمن مسؤولية قمع المتظاهرين في مدينة المعلا بمحافظة عدن..
وأصيب العديد من المتظاهرين المشاركين في تظاهرةٍ للحراك حاولت اقتحام شركة النفط ومبنى المحافظة.
وأكد المجلس العسكري للحراك في بلاغ صحفي له أن دماء أبناء الجنوب لن تذهب هدراً وقال "إن غداً لناظرة قريب".
ووقف المجلس العسكري والأمني الأعلى الجنوبي في اجتماعه الذي عُقد مساء أمس الأول في محافظة عدن أمام الأوضاع السياسية والعسكرية والأمنية في الساحة الجنوبية وخاصةً ما تعرضت له المسيرة السلمية لقمع من قمع الأجهزة الأمنية بمحافظة يوم 30 نوفمبر.
وأشار المجلس في بلاغه الصادر عن الاجتماع الى أنه قد أوفى بما وعد به من تشكيل لجنتين : ــ لجنة التواصل من ذوي الخبرات العسكرية والأمنية، و لجنه التنسيقات العسكرية والأمنية, مشيراً الى أن مهمة اللجنتين القيام بعملٍ مستقبلي للمجلس ومن أجل خدمة أبناء الجنوب.
وأكد أن المجلس لن يحل مكان أي مكوِّن آخر وأنه على مسافة واحدة من جميع المكونات ولا ينحاز إلى أي مكوِّن أو أي مسؤول جنوبي في الداخل أو الخارج ، وأنه سيظل الجناح العسكري والأمني للقيادة السياسية الجنوبية الموحدة التي تقف مع قرارات شعب الجنوبي.
ودعا المجلس كافة أبناء الجنوب في ساحة الحرية والاستقلال في خور مكسر وفي ساحة "القرار قرارنا, بالمكلا" بمساعدة اللجان الأمنية من أجل الحفاظ على الأمن في هذه الساحات والاستماع إلى أي إرشادات صادرة عن اللجان الأمنية.
وأعلن المجلس دعمه لأي لقاء أو اجتماع أو أي مؤتمر أيا كان اسمه مادام يعمل على توحيد القيادة الجنوبية في قيادة موحدة، مشيراً إلى أن الشعب الجنوبي موحد بقراراته.
وتساءل المجلس في بلاغه الصحفي: لماذا لم تتوحد القيادة الجنوبية؟ وقال : إن الشعب الجنوبي قد فاض صبره ولن يصمت طويلاً على خلافاتهم إذا لم يتوحدوا.
