زيادة وتوسع الانفلات الأمني.. نهب للمحلات التجارية.. وسرقات بصورة كبيرة..

إب.. الاقتصاد يترنح على الكلاشينكوف الحوثية

2014-12-01 11:11:13 تقرير/ محمود الحمزي

تتزايد حدة الفلتان الأمني الذي تعيشه محافظة إب يوماً اثر يوم وسط شكاوى من غياب كلي للجهات الأمنية والرسمية بالمحافظة من تحمل مسؤولياتها لحماية الأمن والاستقرار بالمحافظة ، وتدهورت الحالة الأمنية بصورة غير مسبوق منذ وصول مليشيات الحوثي محافظة إب وتسلمها الملف الأمني وإدارة شؤون المحافظة من قبل السلطات الرسمية والجهات العليا في الدولة وبطريقة غير معلنة ظاهرياً لكنها على أمر الواقع لا يمكن إنكارها من قبل أحد بما فيها جماعة الحوثي..


توسع دائرة الانفلات

الانفلات الأمني الكبير بمحافظة إب انعكس بشكل واسع على حياة المواطنين بعاصمة المحافظة وسط مدينة إب وعلى مدنها الثانوية وبقية المديريات والعزل والقرى بالمحافظة ، والأدهى والأمر أن ينعكس الانفلات الأمني على الحركة التجارية والاقتصادية بمحافظة إب وذلك لما لها من تبعات وخسائر كبيرة تؤثر على الاقتصاد الوطني ، ومنذ وصول مليشيات الحوثي ذابت الأجهزة الأمنية ولم يعد لها من أثر أو تواجد أو ظهور وإن وجد فهو ظهور محدود وشكلي وغير فاعل وحتى إن ظهر فهو في خدمة مليشيات الحوثي كما يقول المواطن غلاب حمود المداني.

الجيش.. فِصّ ملح وذاب

المداني تحدث للصحيفة بالقول: الجيش والأمن فص ملح وذاب وكأن شيئاً لم يكن.

وأضاف" خمسون سنة والشعب يدفع من قوته وجبينه للجيش كي يبقى معه في أحلك الظروف لكنه تخلى عن مهمته الأساسية بحفظ الأمن والاستقرار وترك الأمر برمته لمليشيات لا تعرف ماذا تفعل ولم نجني من وراءها إلا الخراب والدمار وانهيار منظومة الدولة التي كنا نريد أن نعززها بتفعيلها وجعل الحكم الرشيد عنوان لها". وتابع: شاءت الأقدار غير ذلك ويتحمل المسئولية في ذلك رئيس الجمهورية ووزير الدفاع السابق واللاحق ورعاة المبادرة والحكومة الجديدة حد قوله.

نهب محلات الورافي ومحاولة قتله

أقدمت عصابة مسلحة مساء يوم أمس على سرقة ونهب محل تجاري بشارع تعز وسط مدينة إب.

مصادر محلية مؤكدة قالت بأن عصابة مسلحة اقتحمت محل الورافي للتمور بشارع تعز والقريب من البنك التجاري وقاموا بنهب كل المبالغ المالية التي كانت في المحل أثناء الاقتحام.

المصادر قالت بأن صاحب المحل تم إشهار السلاح من قبل أربعة أشخاص وتعرض للطعن في يده اليسري وأصيب بجراح نقل على اثرها للمشفى. صاحب المحل يدعى جميل الورافي قمنا بزيارته وقد تحدث بالقول : مساء يوم أمس وعند الساعة التاسعة وربع تقريبا دخل أربعة مسلحون وعلى أسلحتهم شعارات الحوثي ويبدو أنها بغرض التمويه لتنفيذ جريمة السرقة وقاموا بإشهار الآليات على رأسي طالبين جميع الفلوس التي كانت بالخزنة.

وأضاف الورافي" حاولت الرفض لكن أحدهم أخرج جنبية ليطعنني في الصدر فصديت الطعنه بيدي اليسري وحين تعرضت للطعن سلمت الأمر لله وأخذت الفلوس من قبل المسلحين الذين فروا على متن باص". وطالب الورافي الحكومة والسلطات الأمنية والمحلية بحماية التجار والمواطنين واعادة الأمن الذي ضاع من المحافظة بصورة مخيفة.

وقال الورافي: أخبرنا الحوثيون بأنهم قبضوا على العصابة ونناشدهم إعادة ما تعرضنا له من سرقة ونهب كونهم القائمين على الأمن في إب ومشكورين على جهدهم في ذلك.

50 محلاً تعرضت للنهب

خلال الفترة الماضية ولمدة لا تزيد عن ثلاثة أسابيع وصل عدد المحلات التجارية التي تتعرض للنهب والسرقة من قبل عصابات مسلحة ، وصلت قرابة خمسين محل تجاري مختلفة وتعرضت لنهب مختلف وكان أقل المحلات نهب بما يقارب من 300 ألف ريال ووصل بعضها إلى أكثر من 3 مليون ريال ، وتمت عملية النهب بطريقة متشابهة وبوقت متقارب من محل لآخر وسط إشهار الأسلحة على رؤوس من يتواجد داخل المحل التجاري الذي تعرض لعملية السطو.

حالة كبيرة من الخوف

وقد عمت حالة كبيرة من الخوف والذعر في الأوساط التجارية والشعبية أيضا من توسع عملية السطو والنهب والسرقات وسط المدينة وقال أحد التجار للصحيفة مفضلا عدم ذكر اسمه خوفا من تعرضه للأذى من عصابات السرقة أو من قبل مليشيات الحوثي ، قال لا يمكن أن تتخيل مدى الخوف الذي أصابنا كتجار من زيادة السرقات وباننا نصير بين ليلة وضحاها فقراء لا نملك من أمرنا شيء والسبب ضياع الدولة والأمن وحضور المليشيات المسلحة.

نهب محلات الاستقامة

صاحب محلات الاستقامة لبيع المواد الغذائية في شارع المحافظة بجوار فندق الحي الراقي تحدث للصحيفة بالقول تعرضت منذ أسبوع للنهب وسرقة المحل مع سلاحنا الشخصي. صاحب المحل يدعى السفياني قال للصحيفة عند الساعة التاسعة وربع تقريبا جاء للمحل أربعة مسلحين ودخلوا المحل مشهرين أسلحتهم وفاتحين الأمان وصعد أحدهم إلى الكرسي الذي كنت فيه وطلب مني أن أفتح الخزنة وأعطيهم ما فيها من مبالغ مالية.

وتابع السفياني: بأن المسلحين وضعوا أسلحتهم على رأسي وهددوني بالقتل إن لم أعطهم ما يريدون .

 وقال فعلا استجبت لهم وليس لي من الأمر شيء حفاظا على روحي ونهبوا مبلغ ستمائة ألف ريال وسلاح آلي كلاشنكوف عدد 2 ، وأيضا تلفوني وعادوا بعد ذلك إلى الباص الذي كانوا على متنه وفيه مسلحون آخرين.

وطالب السفياني محافظ المحافظة القاضي الإرياني وأمن إب والحكومة سرعة التدخل والقبض على هذه العصابات وحماية التجار من بطش ونهب هذه العصابات التي زادت مؤخرا. وقال بأن الأمن انتهى في إب منذ قرابة شهرين وقد أبلغنا البحث الجنائي والأمن ولم يحضروا للمكان وكأن شيء لم يكن. وحمل الدولة والحكومة والسلطات الأمنية تبعات ما يتعرضون له من تدمير وانتهاك ونهب وسرقات تزداد يوم بعد يوم حد قوله.

طريقة متشابهة

أحد التجار أيضا طلب عدم ذكر اسمه نتيجة غياب الدولة كما يقول ، تحدث للصحيفة بالقول أفراد العصابة مكونة من عشرة أشخاص مسلحين ولديهم باص يستقلونه يقومون بتنفيذ مهامهم الإجرامية من بعد صلاة العشاء.

وتابع بالقول" هنالك مهمات تبدأ من العصر لمعرفة حجم المترددين على المحلات التجارية والتي تشتغل بشكل لافت كي يكسبوا منها فلوس كثيرة ومن ثم يبدأون النزول الميداني لجريمتهم من بعد العشاء وأحيانا يتأخرون للساعة التاسعة مساء وأول ما تبدأ الجريمة ينزل شخص أو اثنان للمحل "يتطقسون" من فيه ويعطون شارتهم لاثنين آخرين من مسلحيهم وينزلون للمحل وأحيانا يغلق المحل على من فيه ويقومون بإشهار السلاح على صاحب المحل وأخذ الأموال الموجودة بالقوة ومن ثم الفرار وسط غياب الأمن والسلطة المحلية. وقال" عدد من المحلات تتحدث عن وصف متشابهة للعصابة وطريقة النهب والسرقة التي تعرضوا لها.

شكوى لم تلقى أي تجاوب

تجار إب رفعوا شكوى إلى السلطة المحلية ممثلة بالقاضي الإرياني محافظ إب وحصلنا على نسخة منها ، وطالبوا في مذكرتهم السلطات المحلية والأمنية بالتدخل السريع والعاجل لإنقاذ بقية المحلات التجارية وملاحقة وضبط العصابة التي أقلقت الأمن والاستقرار وأضرت بالاقتصاد الوطني حد وصف الشكوى. وهدد التجار بالتصعيد والإضراب وإغلاق محلاتهم التجارية في عموم المحافظة.

وقال التجار بأنه وحتى الآن لم تتجاوب السلطة المحلية وكأن الأمر لا يعنيها وشعارها حافظ على ممتلكاتك بنفسك بعد أن تخلى الأمن عن مسؤوليته مختتما حديثه بأن الغرفة التجارية رغم إبلاغها بالأمر إلا أنها خارج نطاق التغطية كما يقولون.

نهب لمحلات البسام

زارت الصحيفة عدد من المحلات التجارية التي تعرضت للسرقات والنهب وكان من بين تلك المحلات محلات البسام في منطقة السبل الممتدة من شارع العدين.

وقال صاحب المحل الذي يدعى بسام محمد بأنه قدم إليه مسلحون ملثمون وهددوه بقوة السلاح وأخذوا كل المبالغ الموجودة في خزنة محلات البسام.

وأضاف" المسلحون لم يكونوا لوحدهم بل كان هنالك مسلحون آخرين داخل باص خارج المحل. والأدهى والأمر أن السرقة حصلت الساعة الخامسة قبل المغرب وجهارا نهار ولم يعد السرق والعصابات تخاف من شيء بل صارت تمارس النهب وسط بيئة غريبة لم نعهدها من قبل وطالب الجهات الأمنية تحمل دورها بحماية التجار وكل أبناء المحافظة.

سرقة محلات جوالات

ماهر شاب عشريني يعمل في محل للجولات بمنطقة السبل بمدينة إب قال بأن عصابة مسلحة نهبت أموال وعدد من الجوالات والهاردات من المحل ليلا تحت تهديد السلاح. وطالب ماهر السلطات الأمنية بالمحافظة وحكومة بحاح والرئيس إعادة الأمن وسحب المليشيات المسلحة من العاصمة والمدن.

تحميل المسؤولية للسلطات

مراقبون اعتبروا نهب وسرقة المحلات بتلك الصورة ظاهرة ومؤشر خطير لإنهيار الأمن والدولة وطالبوا السلطات القيام بدورها محملين اياها المسئولية القانونية والأخلاقية لما تتعرض له المحافظة من تدمير وفلتان أمني غير مسبوق.

محلات السُحلة التجارية بجوار فندق الرياض بمنطقة السبل أيضا تعرض للسرقة والنهب من قبل عصابة مسلحة منذ أسبوعين. وقال محمد محمد السُحلة صاحب المحل بأن محله تعرض للسرقة ونهب كل ما فيه وقد أبلغ الجهات الأمنية والسلطات الرسمية ولكنها لم تفعل شيء. وأضاف" في البحث الجنائي قالوا لي لماذا تفتح محلك الساعة التاسعة وكأننا ارتكبنا جريمة وبدلا من القيام بدورهم قاموا يلومونني واستغرب من ضياع هيبة الدولة مطالبا الحكومة والسلطات الرسمية سرعة كشف العصابات التي تسرق المحلات وتعويضهم جراء ما تعرضوا له.

وقال أحد جيران السحله ما جرى هو نتيجة طبيعية لغياب الأمن وحضور المليشيات المسلحة التي وصلت إب وأضاعت الأمن والأمان وناشد الضمائر الحية لدى مسؤولي الدولة التدخل العاجل واستعادة ما تبقى من هيبة الدولة. وتابع : السُحلة معروف عنه أخلاقة وتواضعه وأمانته لكن العصابات لا تعرف شيء من ذلك ونحن نطالب الأمن والبحث سرعة التحري والقيام بدورهم بحماية ممتلكات الناس.

وقال: حاليا في إب لا تجد أحد يفتح محله من بعد الساعة الثامنة ليلاً والأغلب تغلق محلاتها من بعد صلاة المغرب وهذه كارثة ومؤشر خطير على الوضع الأمني بالمحافظة.

 وقال: بلغت أجهزة الأمن والمحافظ والحوثيين بما جرى ولم ينصف التجار أحد.

تأثر مشاريع إب بفوضى المليشيات

يوم الخميس الفائت نظم شباب حركة رفض وقفة احتجاجية للمطالبة بإخراج المليشيات المسلحة والتقى وفد منهم أمين محلي إب العقيد أمين علي الورافي نائب محافظ إب والذي عبر للشباب عن استيائه من تواجد مليشيات الحوثي في المحافظة حد قولهم.

وقال عدد من الشباب الذين التقوا أمين محلي إب أمين الورافي بأنه أكد لهم بأن تواجد المليشيات المسلحة أدى إلى تعثر المشاريع الاستثمارية والسياحية داخل المحافظة.

وقال الورافي: لا بد من الضغط على الحكومة لإخراج المليشيات من العاصمة والذي سينعكس بدوره على بقية المحافظات, واصفاً الأمر بأنه متعلق بالمركز في صنعاء.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد