اقتحمت مجموعة أطقم مسلحة تابعة لمليشيا جماعة الحوثي يوم أمس الأربعاء مبنى رئاسة مجلس الوزراء بالعاصمة صنعاء "الحرم الحكومي" وقام المسلحون الحوثيون باقتياد مرافقي وزير المالية/ محمد زمام، وأخذهم على متن السيارة التابعة للوزير، التي كانوا يستقلونها عند اقتحام مسلحي الحوثي لمبنى رئاسة الوزراء أثناء الاجتماع الدوري لحكومة بحاح..
وأوضحت مصادر خاصة لـ"أخبار اليوم" أن الأطقم الحوثية المسلحة قد اقتحمت مبنى رئاسة الوزراء ظهر أمس الأربعاء واتجهوا بعد اقتحام البوابة وحرم الحكومة صوب سيارة تقل عدداً من المرافقين التابعين لوزير المالية المتواجدين في حوش مبنى الحكومة وتم اقتيادهم مع السيارة التابعة لموكب الوزير..
وأشارت المصادر إلى أن المقتحمين من جماعة الحوثي برروا ما حدث بسبب قيام السيارة المذكورة بتجاوز إحدى نقاطهم المسلحة في قلب العاصمة صنعاء، وعلى متنها أحد الملثمين..
ولفتت المصادر إلى أن إحدى السيارات المرافقة ضمن موكب وزير المالية/ محمد زمام، كان على متنها أحد المرافقين الذي يرتدي قناعاً من أقنعة "قوات مكافحة الإرهاب" الذي يتم وضعه على رأس ووجه الجنود، وعند مروره بنقطة مسلحة تابعة لجماعة الحوثي طالبوه بإزالة القناع..
وتابعت المصادر أن المرافق للوزير رفض الاستجابة لمطلب مسلحي الحوثي كونه ضمن موكب حماية وزير المالية وعندها حصلت مشادات كلامية بين مرافقي الوزير ومسلحي النقطة التابعة لجماعة الحوثي، وتطورت إلى إطلاق نار في الجو..
وأضافت المصادر أن السيارة التابعة لموكب حماية وزير المالية غادرت المكان ملتحقة بموكب الوزير زمام واتجهت نحو مبنى مجلس الوزراء..
وأردفت المصادر أن مليشيا جماعة الحوثي المسلحة حشدت مجموعة من الأطقم المسلحة واتجهت صوب مبنى مجلس الوزراء وقاموا باقتحامه وأخذوا السيارة التابعة لوزير المالية بمن عليها من المرافقين من داخل مبنى رئاسة الوزراء في الوقت الذي كانت الحكومة بكامل وزرائها مجتمعة في المبنى ذاته.
مراقبون اعتبروا ما قامت به مليشيا جماعة الحوثي المسلحة ضربة قاصمة لحكومة بحاح، ومؤشراً واضحاً وقوياً على فشلها في حماية حرمها ووزرائها وحراسها ما يشير لعجز الحكومة عن حماية نفسها وحماية الشعب وفق الدستور والقانون وما يؤكد أن الحكومة لن تستطيع عمل شيء في ظل استمرار سيطرة مليشيا جماعة الحوثي المسلحة على العاصمة، ومرافق الدولة السيادية..
وأضافوا أن جماعة الحوثي المسلحة ضربت تصريحات رئيس الحكومة المهندس/ خالد محفوظ بحاح، ووزير الدفاع والداخلية الأخيرة في مقتل بإرسالها رسالة عبر تحركها الأخير واقتحامها لمبنى الحكومة بأنها مصرة على الاستحواذ على الملف الأمني للعاصمة والبلد بأكملها في ظل غياب ردة الفعل الحكومية اللازمة على المليشيات بعد أن وصل مسلحو الحوثي إلى حرم الحكومة ورئيسها ووزرائها دون أن يحركوا ساكناً..
يشار إلى أن رئيس الجمهورية/ عبد ربه منصور هادي كان قد قال قبل يومين إن جماعة الحوثي شريك مع قوات الجيش والأمن ودعا إلى التطبيع مع الجماعة ـ حد ما جاء في كلمته التي ألقاها أمام قيادة وزارة الدفاع ورئاسة الأركان في مجمع العرضي بصنعاء أمس الأول.
إلى ذلك قالت مصادر في جماعة الحوثي إن وزير المالية محمد زمام اقتحم مقر رئاسة الوزراء برفقة مسلحين ملثمين ظهر أمس ما دفع اللجان الشعبية لمحاصرة مقر الوزارة؛ إذ لم يتسنى لهم معرفة أن السيارات تقل الوزير ظهر أمس الأربعاء.
وبحسب الرواية الحوثية التي أوردها موقع جماعة الحوثي على الفيسبوك: فان مسلحين ملثمين اجتازوا نقطة للحوثيين "اللجان الشعبية" الواقعة بالقرب من مقر الحكومة بسيارات كانت ترافق وزير المالية بسرعة كبيرة, مما دفع اللجان الشعبية المتواجدة هناك إلى اللحاق بهم ومحاصرتهم داخل مقر رئاسة الوزراء.
وأضافت المصادر أن وزير المالية حاول الاستعانة بقوات مكافحة الشغب غير أن مدير أمن العاصمة سارع إلى مقر رئاسة الوزراء وأبلغ وزير المالية انه يجب تسليم المسلحين فاستجاب الوزير واُخذ المسلحون لاستجوابهم.
