أكد خطباء الحراك- خلال خطبتي الجمعة التي أقيمت أمس في عدد من المدن الجنوبية- بأنهم ماضون في التصعيد..
وفسّروا الصراع الدائر في المحافظات الشمالية بأنه نتاج لضعف تمدن القوى السياسية وتحضرها وسيطرة ثقافة المنتصر لديها.
ودعا خطيب ساحة العروض الشيخ/ أسامه الموصف- خلال خطبتي الجمعة التي حملت عنوان "ماضون نحو التصعيد "- دعا أبناء الجنوب إلى الاستمرار في تصعيد النضال السلمي, مشيراً إلى أن تجليات النصر بدأت تلوح بالأفق –حسب قوله- معتبراً المرحلة- التي يمر بها الجنوب حالياً- منعطف يتطلب من الجميع أن يتحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية تجاه نضال الشعب الذي صبر وتحمل ما لا يطاق من ممارسات السلطة الحاكمة والتي تعتمد على سياسة الاستفزاز والانتهاك والقوة المفرطة حسب تعبيره.
وطالب المعتصمين أن يواصلوا الاعتصام في الساحة’ معتبرا ما يحدث في الشمال من تأزم سياسي متفاقم نتيجة طبيعية تعكس الزيف الذي كانوا يمارسونه ضد الجنوب، محذراً الجنوبيين من الوقوع في أخطاء قد تكلف الثورة الجنوبية مزيداً من الوقت.
وأفاد الشيخ أسامة إن توحيد الصف الجنوبي بات ضرورة ملحة تتطلبها المرحلة الحالية في الجنوب, معتبراً إفراج قوات الأمن اليمني عن المعتقلين "الجنيدي وإسماعيل" مساء أمس الأول ‘حدى نجاحات بقاء الثوار في الميادين وضغوطات المعتصمين على السلطات الأمنية، معتبراً توحيد بعض المكونات الثورية واندماجها إلى جانب عودة العديد من القيادات الجنوبية في الخارج إلى الوطن دليلاً على نجاح ساحات الاعتصام التي أثبت الثوار الجنوبيون من خلالها أنهم سيستمرون فيها مهما كلفهم ذلك من ثمن حد قوله.
ورحب الشيخ الموصف بخطبة الجمعة بكل المناضلين الجنوبيين الذين جاءوا إلى أرض الوطن بعد سنوات من الغربة التي قضوها بعيداً عن أهلهم ووطنهم الأم قسرياً أو بسبب الملاحقات التعسفية التي كانت تمارسها السلطات الحاكمة ضد نشطاء الثورة الجنوبية كما رحب بكل من سيعود أو يفكر بالعودة إلى أحضان وطنه الجنوب, مؤكدا أن الجنوب أصبح بيد أبنائه وهو بحاجة إلى تكاتف الجميع للوصول معا إلى الهدف الذي ينشده كل الجنوبيين والمتمثل بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة حد قوله.
من جانبه قال عبد الحميد بن سكران- خطيب الجمعة بساحة الشهيد رامي البر بمدينة تريم بحافظة حضرموت- إن اختيار الشعب الجنوبي للثورة السلمية بدلا عن الكفاح المسلح ليس ضعفا من قبل الشعب وقادته بل تجنبا لإراقة الدماء, وأضاف: من يقول إن ذلك خوفا من الحرب والحروب فعليه أن ينظر إلى ما قبل عام 1990م وينظر إلى قوة وهيبة جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية, الذي كانت تحسب لهيبته الدول المحيطة بنا ألف حساب.
واعتبر إراقة الدماء البريئة في الحرب الجارية بالشمال بأنه نتاج ضعف تمدن وتحضر القوى السياسية الشمالية وسيطرة ثقافة المنتصر عليها, مشيرا إلى أن ثقافة الغاب وعرف القبيلة مسيطر على هذه القوى وأن ذلك يتجلى في تحكيم الجيش للقبيلة وهذا لم نره في أي دولة في العالم حد قوله.