انتزع منتخبنا الوطني لكرة القدم نقطة ثمينة بالتعادل السلبي الذي خطفه من أنياب نظيرة البحريني في اولى مبارياته بمنافسات كأس الخليج بنسخته الثانية والعشرين ضمن منافسات المجموعة الاولى حيث جرى اللقاء على استاد الملك فهد الدولة بالرياض امام حشد جماهيري غفير، ليرفع المنتخبان رصيدهما إلى نقطة واحدة ليتشاركا بذات الرصيد مع منتخبي السعودية وقطر واللذان تعادلا أيضاً 1-1.

وقدم منتخبنا أداء مميزا وسط مؤازرة من الجماهير اليمنية العريضة التي حضرت المباراة لتشجيع المنتخب الذي سجل أول نقطة له في البطولة.

منتخبنا برهن عن جدارته ليرسل رسالة شديدة اللهجة الى جميع المنتخبات الأخرى, لاسيما وانه كان الطرف الافضل في اللقاء بعد ان اشارت التوقعات قبل اللقاء الى فوز البحرين بقيادة العراقي عدنان حمد.

وتعد نتيجة التعادل الأولى لمنتخبنا منذ دورة خليجي18 مطلع عام 2007م بالإمارات، والرابع في تاريخ مشاركته في دورات كأس الخليج الأخيرة، في حين نجح منتخبنا في الحفاظ على نظافة شباكة لأول مرة في تاريخ مشاركاته السبع بالبطولة.

وخلال مشاركة منتخبنا في دورات كأس الخليج الست الماضية فشل المنتخب في تحقيق أي فوز طوال 21 مباراة إذ خسر جميعها باستثناء ثلاث مباريات تعادل فيها كانت في افتتاح أول ثلاث دورات شارك فيها على التوالي، وتقلت شباكه 55 هدفا، فيما لم يسجل سوى 9 أهداف فقط.

وسبق للفريقين أن التقيا مرتين فقط في كأس الخليج ففاز المنتخب البحريني (الأحمر) 5/1 في خليجي 16 بالكويت وتعادلا 1/1 في خليجي 17 بقطر مما يعني أن المنتخب اليمني حقق اليوم تعادله الرابع في بطولات كأس الخليج وأن نصف عدد النقاط التي أحرزها في تاريخه بالبطولة جاء أمام المنتخب البحريني.

وكانت آخر المواجهات السابقة بين الفريقين بشكل عام في تصفيات كأس آسيا 2015 حيث فاز المنتخب البحريني 2/صفر في كل من مباراتي الذهاب والإياب ليؤكد تفوقه على المنتخب اليمني ولكنه فشل امس في خطف الثلاث نقاط واكتفى بنقطة التعادل بعد مباراة متوسطة المستوى من الفريقين.

وجاء هذا التعادل بمثابة هدية من لاعبي منتخبنا لمدربهم التشيكي ميروسلاف سوكوب الذي احتفل بعيد ميلاده 49 امس الخميس.

ولم يرتق المؤشر الفني لمستوى الطموح، فغابت مشاهد الخطورة وبخاصة في الشوط الثاني في الوقت الذي قدم فيه منتخبنا أداء جيداً استحق عليه الإشادة، على عكس الأحمر البحريني الذي ظهر بلا أنياب هجومية وتحديدا في شوط المباراة الأول.

وبدا منذ الدقيقة الأولى أن منتخبنا تخلص من الرهبة بعد تكرار مشاركاته في بطولة كأس الخليج حيث قدم الفريق أداء جيدا على مدار الشوطين وبحث عن تحقيق الفوز الأول له في تاريخ مشاركاته بكأس الخليج.

ودخل منتخبنا أجواء المباراة سريعا متسلحاً بالحماس والجرأة والروح القتالية، ليباغت بالتالي نظيره البحريني بهجوم منظم بفضل التناغم في تحركات لاعبي خط وسطه، وتحديداً علاء الصاصي ووحيد الخياط ووليد الحبيشي وعبد الواسع المطيري والذين شكلوا مفاتيح الخطورة لمنتخب اليمن ومن أمامهم أحمد الحيفي ومحمد بقشان.

ولم يتعامل منتخب البحرين بجدية مع أطماع خصمه إثر افتقاده للفاعلية الهجومية، وظهر واضحاً بأنه يعاني من عدم وجود لاعب قادر على صنع الألعاب وتغذية المهاجمين بالكرات المناسبة، ما منح منتخبنا فرصة المضي بثقة في مواصلة البحث عن ملامسة شباك سيد محمد حارس منتخب البحرين.

وأطلق وحيد الخياط تسديدة من مسافة بعيدة حولها حارس مرمى الأحمر البحريني سيد محمد لركنية، قبل أن يظهر الارتباك الواضح على دفاع منتخب البحرين، لتتاح على فترات عدة فرص يمنية جراء ذلك، لكن لم يتم استثمار هذه الأخطاء بالشكل الأمثل لتبقى شباك سيد محمد بيضاء ولتنحصر بعدها الألعاب في منتصف الملعب.

وحاول منتخب البحرين في الربع الأخير للشوط الأول تغيير صورة أدائه ومحاولة اصطياد شباك حارس منتخبنا محمد عياش، حيث نشطت تحركاته من خلال اسماعيل عبد اللطيف وعبد الرحيم والمالود وعبد الله الهزاع إلى جانب فيصل بودهوم والحوطي معلنين عن صحوة متأخرة في منتخب البحرين.

وتابع المتألق عبد الواسع المطري تسديدة من زميله القائد علاء الصاصي وسدد كرة أمسكها الحارس البحريني السيد محمد جعفر قرب نهاية الشوط الأول وسط حماس كبير من مشجعي اليمن، واستمرت الأفضلية لمنتخبنا - الذي كانت أصوات مشجعيه تفوق في قوتها أصوات المشجعين السعوديين في المباراة الافتتاحية - وتوغل المطري من ناحية اليمين وأرسل كرة عرضية لم تجد من يتابعها.

وتقدم المدافع محمد حسين قائد البحرين في كرة ثابتة واصطدم بالحارس اليمني عياش قبل أن تحدث بعض الاحتكاكات بين اللاعبين ويتلقى الحارس العلاج داخل الملعب.

وارتقى حسين بابا لضربة ركنية برأسه مرت بجوار القائم الأيمن لمرمى منتخبنا، فيما أطلق الهزاع تصويبه قوية تحولت لركنية لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.

ومع الشوط الثاني ظهر تحسن ملموس على أداء منتخب البحرين دون أن يتخلى منتخبنا عن طموحاته الهجومية في البحث عن التسجيل، فطموحات تصدر المجموعة بتحقيق الفوز كانت بمثابة الهاجس الذي راود المنتخبين الشقيقين.

وقام مدربا المنتخبين مع مضي الوقت بإجراء عدة تبديلات هدفت لإعادة الحيوية للقدرات الهجومية.

وسجل المطري هدفا بتسديدة اصطدمت بالحارس البحريني ودخلت المرمى لكن الحكم الإماراتي فهد الكسار ألغى الهدف بسبب لمسة يد من الصاصي قبل الهدف.

وفوت لاعب وسط منتخبنا أحمد الحيفي فرصة خطرة لوضع منتخبنا في المقدمة حينما انفرد بالمرمى، لكنه تردد بالتسديد ليتدخل الدفاع البحريني بالوقت المناسب.

وانخفض الأداء العام للمنتخبين بعد ذلك وغابت الخطورة الفعلية عن المرميين مع دخول المباراة دقائقها الأخيرة في ظل خشية كلا الطرفين من تلقي الشباك لهدف بوقت قاتل، ليطلق حكم اللقاء صافرته معلناً انتهاء المباراة بالتعادل السلبي ليقتسم الفريقان المركز الثاني في المجموعة بفارق الأهداف فقط خلف المنتخبين السعودي والقطري اللذين تعادلا بهدف لمثله في المباراة الأخرى بالمجموعة في وقت سابق امس.

الرئيس هادي يحفز المنتخب

وكان عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية قد أجرى مساء امس اتصالا هاتفيا بوزير الشباب والرياضة رأفت الأكحلي ورئيس وأعضاء بعثة المنتخب الوطني لكرة القدم، وحث الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي وزير الشباب والرياضة وبعثة المنتخب الوطني لكرة القدم على تذليل الصعوبات والعقبات أمام المنتخب وتشجيع اللاعبين للظهور بصورة مشرفة في بطولة كأس الخليج الـ 22 ورفع معنوياتهم والإصرار والحماس في تحقيق التفوق بقوة وعزيمة، وقال: لقد آن الأوان أن تأخذ اليمن مكانتها اللائقة بها على مستوى المنافسات الرياضية الإقليمية والعربية والعالمية ".. مشيرا إلى أن الأندية الرياضية اليمنية هي من أوائل الأندية التي أنشأت في المنطقة العربية.

وأكد الأخ رئيس الجمهورية اهتمام الدولة بالرعاية المستمرة للشباب والرياضيين وتأهيلهم التأهيل اللازم علميا ورياضيا وثقافيا وعلى مختلف الأصعدة للإسهام في مسيرة بناء الوطن وتحقيق نهضته وتقدمه وحرصها على تكريم المتفوقين والمبدعين وتشجيعهم وتحفيزهم على مزيد من التفوق والإبداع سواء في المجال الرياضي أو غيره من المجالات.

وقد عبر وزير الشباب والرياضة ورئيس وأعضاء بعثة المنتخب الوطني لكرة القدم عن سعادتهم واعتزازهم وتقديرهم للأخ رئيس الجمهورية على الاهتمام الذي يوليه للمنتخب الوطني وحرصه على رعاية وتشجيع وتكريم المبرزين .. مؤكدين أن ذلك يعطي اللاعبين حافزا لمزيد من التفوق والنجاح ورفع اسم اليمن عاليا في كافة المحافل الرياضية الإقليمية والدولية.