سيطر رجال القبائل في منطقة قيفة بمحافظة البيضاء على عدة تلال ومرتفعات كان يسيطر عليها الحوثيون.
وذلك بعد تجدُّد الاشتباكات بين قبائل خبزة والحوثيين بعد فشل الوساطة في احتواء الخلاف بينهما.
وقال مصدر قبلي إن القبائل في منطقة خبزة بمديرية القريشية بقيفة/رداع تحتجز "4 "مسلحين حوثيين بعد أن تمكَّنت من أسرهم في مواجهات أمس الأربعاء.
وأوضح المصدر أن اثنين من مسلحي القبائل في قرية "خبزة" بمنطقة "قيفة/ رداع، قُتلا أمس خلال المواجهات مع مسلحي الحوثي، بالإضافة إلى إصابة 10 آخرين بجراح.
وأضاف المصدر: إن الاشتباكات لاتزال مستمرة بين الطرفين، مع استمرار القصف المدفعي على قرية خبزة من قِبل الحوثيين.
إلى ذلك فجَّر مسلحون قبليون دبابتين تتبعان جماعة الحوثي ــ بحسب شهود عيان.
وأفاد الشهود بأن مسلحي القبائل فجَّروا الدبابتين وقتلوا من فيها من مسلحي الحوثي (لم يحددوا عددهم) في المعارك التي تدور في محيط جبل الثعالب.
كما أفاد المصدر لـ "أخبار اليوم" أن انفجاراً كبيراً هزَّ مدينة رداع وضواحيها فجر أمس الأربعاء, وقد وتضاربت الأنباء حول سقوط ضحايا بشرية في الانفجار.
وفي هذا السياق قالت مصادر محلية في قيفة/ رداع إن التفجير كان نتيجة سيارة مفخخة استهدفت منزل أحد المنتمين لجماعة الحوثي و يُدعى محمد مقبل العيوي، في منطقة القهرة شمال شرق مدينة رداع.
كما تضاربت الأنباء حول صحة سقوط ضحايا بشرية في الانفجار حيث قالت مصادر قبلية إن المنزل كان يتجمَّع فيه مسلحون حوثيون سقطوا بين قتيل وجريح, فيما نفى مصدر في قبيلة العياونة وجود أي قتلى نتيجة التفجير.
ويعيش نازحو مناطق الاشتباكات بقيفة/رداع بمحافظة البيضاء ظروفاً إنسانية صعبة بسبب غياب المساعدات، سواءً من قِبل الجهات الحكومية أو المنظمات الإنسانية، وتجاهل وسائل الإعلام لهذه القضية.
من جانبه أكَّد الشيخ علي صالح أبو صريمة رئيس تحالف قبائل إقليم سبأ إن أبناء قبائل قيفة تمكَّنوا أمس من صد محاولة توغُّل لمليشيا الحوثي ودحرهم من قرية خبزة إلى مسافات بعيدة على مشارف المناسح، موضحاً أنه لا يزال القصف مستمراً من أماكن بعيدة، حيث يقوم مسلحو جماعة الحوثي بقصف المناطق التي حاولوا دخولها بالمدافع الثقيلة والسلاح المتطور مستهدفين المنازل والأسر والنساء والأطفال في قرية خبزة .
وأوضح أن هناك مشاركة للدولة مع مليشيات الحوثي في عدوانهم على قرية خبزة، وقال: هناك قوة تابعة للدولة تشارك الحوثيين بالفعل وبالرضى، من المعسكرات والحرس الجمهوري يشاركهم والدولة راضيةً لهم بهذه الأفعال غير الإنسانية والإجرامية، بقصف المنازل والنساء والأطفال ممَّا جعل الأسر تنزح إلى الشِّعاب والكهوف، مؤكداً أنه أمام هذا القصف العنيف والإجرامي والعشوائي اُضطرت جميع أُسَر قرية خبزة كلها نساؤها وأطفالها إلى النزوح؛ حيث نزحت أكثر من "150" أسرة، نزحوا إلى الشعاب والكهوف في هذا البرد.. داعياً الدولة إلى أن تكُفَّ أذاهم عن أبناء قرية خبزة فقط لا أن تتحمل مسؤوليتها في حماية أبناء قيفة وقرية خبزة من إجرام الحوثيين.
وحول ما إذا كان هناك وساطات قبلية أو رسمية قال الشيخ أبو صريمة: لا يوجد وساطات ولا نعلم لماذا هذا السكوت والرضى على قبائل قيفة، ماذا أذنبنا؟ ماذا عملنا؟ "نحن قبائل أوفياء" نحن ضد القاعدة, ضد الإرهاب, نحن لا يوجد شخص واحد لدينا من القاعدة، ونحن مستعدون لاستقبال أي لجنة حقوقية سواءً محلية أو دولية للكشف في منطقتنا أو البحث عن أي شخص من تنظيم القاعدة، فقد سبق وأن خرجوا من المنطقة وأخذوا الأسرى وذهبوا إلى المحافظات الأخرى "الأسرى الذين أسرهم تنظيم القاعدة في المناسح" في الهجمات التي كانوا يهجمون على الحوثيين ويأخذون أسرى منهم، وقد خرجوا بالأسرى ولا نعلم أين هم.
وعن الوضع الميداني أفاد أبو صريمة بأن عناصر جماعة الحوثي المسلحة قامت بعد فجر أمس الأربعاء بقصف "قرية خبزة" بالمدفعية والدبابات والـ"بي إم بي" والهاونات والصواريخ بهدف تشريد الأهالي منها ثم الاستيلاء على مديرية خبزة إلا أن القبائل صمدوا في مواقعهم، بينما قُتل اثنان وجُرح أكثر من 15 جريحاً جراء ذلك القصف، مضيفاً: بعدها حاول مسلحو الحوثي التقدم لكنهم تفاجؤوا بتصدِّي أبناء خبزة لهم وقتلهم العديد من الحوثيين ودحرهم وردهم إلى أبعد مسافة, إلى مشارف المناسح .. وتم تدمير دبابتين اليوم [الأربعاء] لكن نحن مستغربين لماذا الجهود الدولية والقوى العظماء تتكاتف علينا.. ماذا عملنا ؟.. وأكد أن ما تقوم به مليشيات الحوثي عمل إجرامي وغير إنساني، أين المنظمات الحقوقية؟ هل يعتبرون هذا عملاً إنسانياً؟، هل تدمير المنازل وقصف النساء والاطفال وتشريدهم، هذا العمل سيجعل أو سيضطر القبائل لأن يكونوا في غير ما يريدونه؟.
