أكد الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة الأستاذ/ سعيد عبيد الجمحي أنه رغم الخسائر التي يتلقاها تنظيم القاعدة في اليمن نتيجة الحرب التي تشنها عليه أميركا من جهة ومليشيات الحوثي من جهة ثانية إلا أن التنظيم يظل هو الرابح لأن القيادات التي يفقدها قتلت بطائرات أميركية..
وأوضح عبيد في تصريح لقناة الجزيرة مساء أمس أن تنظيم القاعدة متعود أن يكون لديه قتلى ويخسر الكثير من عناصره خاصة إذا قتلوا بطائرات أميركية كون هذا ما يخطط له التنظيم، حيث أن التنظيم في السابق كان يواجه ويقاتل الدولة وبعض حلفائها من اللجان الشعبية لكن الآن برز له عدو جديد هم الحوثيون..
وقال عبيد إن تكتيك القاعدة الحالي هو توريط الحوثيين في التقدم إلى مناطق سُنية ثم التخلي عنها كما حصل في العدين والبيضاء ويكتفي التنظيم بأن يشق حرب عصابات تقتل ويُقتل وأن تستديم هذه المعركة وتصبح طويلة الأمد وهذا سيكون بصالح التنظيم..
وأشار إلى أن تنظيم القاعدة يقاتل وفق استراتيجية "كر وفر" وهو الكاسب منها كون الحوثيين يخسرون الكثير بتمددهم لأنه مهما بلغت قوة تمددهم فإنهم سيفقدون كثيراً من قواتهم عوضاً على أن القاعدة حالياً يقدمهم "أي الحوثيين" كغزاةٍ ومحتلين..
مضيفاً: التنظيم يأتي إلى منطقة ثم ينسحب منها فإذا جاء الحوثيون لا يكتفون بأنها مطهرة وإنما يذهبون إلى بعض الأماكن الحكومية وبعض المساجد في مناطق ربما لا تعني لتنظيم القاعدة أي شيء..
و حول من الذي يدير هذه الحرب وهذا المشهد الفوضوي في اليمن, أكد الباحث عبيد أن الولايات المتحدة هي من تدير هذه الحرب والمشهد الفوضوي والعبثي في اليمن، منوهاً إلى أن أميركا أرادت تحويل اليمن إلى عراق آخر، ولكن ليس بنفس القوة وإنما أقل من ذلك، فوجدت أميركا الحوثيين عدواً جاهزاً لتنظيم القاعدة ويستطيع أن يقوم بدور الجيش إلا أن أميركا تعمل بنظرية ضرب الخصوم بعضهم ببعض، حيث أنها تعتبر الحوثيين عدواً كونهم يرفعون راية الموت لأميركا..
وقال عبيد: الأمريكان لا يستطيعون الآن أن يدخلوا في حرب مباشرة برية ولا يستطيعون أن يركنوا إلى الجيش اليمني الذي يحتاج إلى الكثير ليعيد قوته، فبالتالي يضرب خصمين ببعضهم الحوثيين والقاعدة, لكن البلد هي من تدفع فاتورة هذا العداء الذي ربما سيشكل عمقاً لمشكلاتٍ كثيرة لا يمكن حلها.