إب.. محافظة اللواء الأخضر ترفض أن تتحول إلى محافظة حمراء بلون الدم وتتعالى فيها الأصوات المدنية والقبلية والمجتمعية المختلفة لرفضها مليشيا الحوثي التي تنتشر في عدد من النقاط في غرب مدينة إب وتواجه رفضاً شعبياً عارماً ، ومع كل يوم تعبِّر عن ذلك الرفض بطريقة مختلفة حتى تعود إلى ماكانت عليه قبل الغزو الحوثي وبالتحديد إلى ماقبل الخامس عشر من أكتوبر الجاري..
رفض عارم
عقدت صباح أمس ملتقى قبلي موسع في مديرية الرضمة أكد من خلاله المشاركون في الملتقى وقوفهم كافة في وجه أي مليشيات تحاول فرض تواجدها في المديرية أو فرْض نقاط تفتيشي مؤكدين بأنهم لن يسمحوا أن بأن تكون مديريتهم ممراً لغزو محافظة الضالع أو غيرها ولن يسمحوا بأن تكون المديرية مسرحاً للقتال وتصفية الحسابات الإقليمية والدولية التي جلبتها جماعة الحوثيين عندما قامت باحتلال العاصمة صنعاء وتسعى إلى احتلال بقية المحافظات.
وقد ألقى الشيخ عبدالواحد هزام الشلالي الدعام كلمةً أكد فيها لأبناء مديرية الرضمة استعداده للتصدي لمليشيا الحوثي ومقاتلتهم حتى آخر لحظة في حياته ولن يقبل بأي مليشيات مسلحة تتواجد في المديرية من أي جهة كانت. كما أكد عدم قبوله بأي وساطة تقضي بمرور الحوثي من المديرية إلى محافظة الضالع. وقال بأنه على استعداد كامل للمواجهة في أي لحظة وسيبقي في موقعه "حصن أنسب".
نفي
نجل الشيخ الدعام عبدالباسط عبدالواحد الدعام نفى في اتصال هاتفي معه ما يقال عن مواجهات جرت أول من أمس أو أمس وقال بأن الشيخ الدعام ورجال القبائل بالرضمة يؤكدون رفضهم السماح لمليشيا الحوثي الدخول للمديرية أو مسلحي أنصار الشريعة أن يأتوا إلى المديرية. وقال نجل الدعام بأنهم مستعدون للدفاع عن أنفسهم ضد أي اعتداء يفكر فيه مسلحو الحوثي. وأضاف:" دفاعنا سيكون حتى آخر قطرة من دمائنا دفاعاً عن الأرض والعِرض والإنسان.
وقال بأن الحوثيين يفاوضونهم مع عدد من مشايخ المناطق الوسطى للسماح لمليشيا الحوثي بأن تمر عبر المديرية إلى محافظة الضالع لكن الشيخ الدعام ومشايخ الرضمة رفضوا ذلك رفضاً قاطعاً وقالوا لن تكون الرضمة ممراً لوصول المليشيات إلى الضالع أو غيرها أو تكون ساحة حرب.
فرض الهيبة
الملتقى عُقد بمركز المديرية وحضره مشايخ المناطق الوسطى وكان من بينهم الشيخ المقبلي الذي قرأ بيان اللقاء وأكد فيه على ضرورة فرض هيبة الدولة عن طريق الأمن ومسانده قوات الأمن في حماية المديرية من أي عدوان. وقال بيان الملتقى بأنهم يرفضون السماح لجماعة الحوثي بدخول المديرية تحت اي مسمي وأن لأمن تفرضه الدولة وليست لجان الحوثي وعدم السماح لما يسمى لجان شعبية. وقال الشيخ صلاح المقبلي الطريق آمنه لكل مسافر إلا من أراد أن يُخل بالأمن فلن يطأ بقدمه الرضمة. وعاهد الملتقى أبناء المديرية بأن المشايخ والعدول سيدافعون عن المديرية حتى آخر لحظه وسنحفظ الأمن للمديرية وليس غيرنا من سيقوم به.
تعزيزات
فيما تسود مدينة إب أجواء الهدوء وسط تعزيزات حوثية لنقاطهم المنتشرة في عدد من المواقع داخل المدينة وبعض منافذها. وقد قال الناطق الرسمي للجنة الوساطة والحوار بإب عبدالحكيم النزيلي بأن قرار لحنة الوساطة والحوار بالنص هو (ضرورة نزول القوات المسلحة والنجدة والشرطة العسكرية وقوات الأمن الخاصة لحفظ الأمن داخل محافظة اب وتقوم الأجهزة الأمنية بتطبيق ذلك بالشكل الذي تراه مناسباً لتحقيق الأمن والاستقرار)
وأضاف" لا داعي للمزايدة الآن وقد كان قرارا واضحا بتحميل السلطة المحلية واللجنة الأمنية مسئوليتها ولا يوجد فيه نص لتشريع بقاء مجاميع مسلحة أخرى . وتابع أقول للبعض أن حماية المواطنين والأحزاب وحقن الدماء أهم من أي مكاسب سياسية .. في ظل هشاشة دولة ثبت عجزها مركزيا". وأكد على أنه ينبغي الان الضغط على اللجنة الأمنية للقيام بتنفيذ قرار لجنة الوساطة ونشر القوات المسلحة قبل ان تتحول محافظة إب الى ساحة لتجار الحروب.
وحتى اليوم تتواصل لقاءات المديريات بوجهائها ومشايخها لمناقشة تداعيات الأحداث الأخيرة بالمحافظة وأكدت جميعها على منع اي انتشار للمليشيات الحوثي أو غيرها في مناطقهم ومؤسسات الدولة التي تتواجد في مناطقهم وجدَّدوا استعدادهم لحماية أمن المحافظة بشكل عام. ومن بين تلك المديريات مديرية (بعدان ,القفر, النادرة, السدة, يريم, حبيش, العود, جبلة)وغيرها من المديريات والمناطق.
وقفة لطلاب إب
نظَّم ــ صباح أمس ــ المئات من طلاب المدارس وجامعة إب والرياضيين وقفة احتجاجية للمطالبة بإخراج المليشيات المسلحة من المحافظة. الوقفة التي نظمها طلاب إب كانت أمام بوابة السلطة المحلية بالمحافظة طالبوا فيها الرئيس هادي والسلطة المحلية واللجنة الأمنية بالمحافظة بسرعة الوفاء بوعودها بإخلاء بؤر التوتر التي أحدثته المليشيا الحوثية عند قدومها إلى مدينة إب الأربعاء الماضي في منتصف أكتوبر الجاري.
ووصفوا ما أقدمت عليه المليشيات بالغزو واحتلال للمنشئات التعليمية والأكاديمية والرياضية وإحداث الرعب والهلع في نفوس الطلاب وأولياء الأمور، وكذلك حرمان الأندية الرياضية بالمحافظة من مزاولة أنشطتها التدريبية وإقامة الدوري الرياضي. وقالوا بأن الـ"ستاد" الرياضي تحوَّل إلى ثكنة عسكرية لمليشيا الحوثي التي وصفوها بالمتخلفة وعناصرها من المحرومين من نعمة التعليم والثقافة القادمين من ثقافة غريبة عن طبيعة المجتمع المدني الحضاري لمدينة ومحافظة إب ــ حد قولهم.
رؤية قانونية
المحامي عبد الحافظ الصبري أمين عام المنظمة الوطنية للمغتربين ورئيس مركز التأهيل والعون القانوني بالمحافظة ، قال في تصريح خاص للصحيفة بأن ما يجري في مدينة إب من منظور قانوني من انتشار لمليشيات مسلحة يُعدُّ خرقاً واضحاً للقانون والدستور وتلك جرائم يعاقب عليها القانون وتستدعي تحرُّكاً فورياً للنيابة العامة وأجهزة الدولة لحماية المواطنين وأرواح الناس.
وقال الصبري بأنه من الأولى بمحافظ المحافظة أن يقوم بالتدخُّل السريع والعاجل بصفته رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة لإخراج كل المليشيات المسلحة من المدينة وبعض المدن كـ"يريم" والعدين. واعتبر بأن انتشار المليشيات تحدي صارخ للمواثيق والاتفاقات الدولية الراعية لحقوق الإنسان. وتابع:" نحن في مركز التأهيل والعون القانوني ندين تلك الانتهاكات التي حدثت مؤخراً بالمحافظة وانتهكت حقوق الإنسان وتم بث الخوف والرعب لدى الأطفال والنساء بصورة غير مسبوقة بالمدينة".
العَود تتعهد
كماعُقد يوم أمس اجتماع موسع لقبائل وجهاء وأعيان وسياسيين وأحزاب ومثقفين مديرة النادرة والعَود حيث حضر الاجتماع الشيخ على عبد الرب الصيادي شيخ مشايخ النادرة والشيخ نبيل المضرحي والأستاذ عبده على قرعة والأستاذ عبده صالح مشرح الأمين العام للمجلس المحلي بالمديرة والأستاذ خليل الصيادي القيادي في حزب العدالة والبناء والدكتور/محمد العودي والشيخ جبران عازب والشيخ عمر حمود الصباري والأستاذ/ صالح المقص والشيخ عبد ناجي فاضل والشيخ حزام مسعد الصيادي والكثير من المشايخ القبليين والقيادات الحزبية والنُّخب الاجتماعية حيث وقف اللقاء أمام التحديات في اليمن وإقليم الجند والمحافظة والمنطقة التي ينتمون إليها . واستهجن اللقاء الجماعات التي تنتشر عبر العنف سواءً كانت قاعدة أو حوثية أو أي جماعات أخرى.
البيان الختامي للقاء الذي دعا كافة الأطراف السياسية وحملها كافة المسؤولية جراء تأخر تنفيذ وثيقة السلم والشراكة وكل الوثائق في إطار تنفيذ وثيقة مخرجات الحوار الوطني, ودعا كافة أبناء المديرة إلى عدم الانجرار إلى العنف ومواجهة أي طرف يفتعل مشاكل, وعبرَّ عن رفضهم أي صراع مسلح في منطقة العود والنادرة. وجدَّد رفضهم أي تحرُّك عسكري لجماعة الحوثي والقاعدة أو إي طرف دخيل على المنطقة والتصدي لها.
استهجان
واستهجن الأستاذ خليل الصيادي كل التحركات المسلحة في المنطقة ودعا الجميع إلى رأب الصدع وتجاوز أي خلاف وقال: نحن اليوم بحاجة إلى تكاتف وطني وشعبي والالتفاف حول وثيقة الحوار الوطني وكل الاتفاقيات في إطاره.
وقال الصيادي بأن أبناء المناطق الوسطى أصحاب تاريخ نضالي ووطني ناصع في صفحات التاريخ وسيُفشِلون كل المخططات الشيطانية التي يروِّج ويبشِّر بها كل متربص خائن. فيما دعا الشيخ عمر حمود الصباري إلى التصدي لأي مليشيات من خارج المنطقة ومن أي جهة ، مضيفاً: على كل أبناء حد ومنطقة حماية منطقتهم.
