فسَّر الباحث السياسي ياسين التميمي، رفض جماعة الحوثي المشاركة في الحكومة في الوقت الذي يتحكمون فيه في الأحزاب السياسية ويفرضون رضاهم على الشخصيات التي سيتم تعيينها بحقائب وزارية، بأن ذلك مناورة سياسية مفضوحة..
وأشار التميمي خلال تصريحه لـ"أخبار اليوم" إلى أن جماعة الحوثي تسعى من خلال هذه المناورة، إلى أن تظهر كجماعة زاهدة بالسلطة وأن كل همها العناية بمتطلبات الشعب, حتماً لما تسميها الجماعة "ثورة الشعب" ـ حد تعبيره.
وقال التميمي: إن الحوثيين ومنذ بدء احتجاجاتهم ضد حكومة محمد سالم باسندوة وإسقاط العاصمة صنعاء، عملية حكم ومحكمة على الدولة ومؤسساتها.
ونوَّه إلى أن ما يحدث على الصعيد السياسي حالياً، مناورة حوثية يحاول الحوثي إظهار جماعته من خلالها أنها لا تضع العراقيل أمام الحكومة وترمي باللائمة على الأحزاب التي تناقش التفاصيل وتعترض عليها، مضيفاً: بأن الحوثيين ومن خلال ممارستهم على الأرض يقومون بمصادرة الدولة بكل مؤسساتها، الأمر الذي يخلق صعوبات كثيرة أمام الأحزاب السياسية التي تريد الاشتراك في العملية السياسية على قاعدة الشراكة الوطنية الكاملة ووفقاً لما يقضي به اتفاق السلم والشراكة، الذي يعطِّله الحوثيون ويخلقون العراقيل ويجعلون إمكانية تحقيق الشراكة مع بقية الأطراف السياسية أمراً مُتَعذَّراً بدليل أن أحزاب اللقاء المشترك تنسحب اليوم وتعلن عدم المشاركة في الحكومة القادمة وتقول إنها ستدعم الحكومة من خارجها بشرط أن تقوم الحكومة القادمة بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وبنود اتفاقية السلم والشراكة ـ حسبما أفاد.
وأضاف بأن بالجميع أصبحوا يدركون أن الحوثيين هم المعرقلون وليس أي طرف آخر، حيث يضع الحوثي العِصي في دواليب الحكومة حتى لا تستكمل لإيجاد فرصة لتحقيق انتصارات ميدانية تمكِّنهم من السيطرة الكاملة والاستحواذ على أكبر قدر من المساحة الجغرافية ليتمكنوا من استكمال فرض الهيمنة السياسية على الدولة والحكومة والمشهد السياسي في البلاد، حسب تعبيره.
واستبعد التميمي أن يكون لدى الحوثي رغبة في الانفراد بتشكيل الحكومة وقال إنهم يضعون العراقيل بعد عدم حصولهم على وزارات سيادية، مشيراً إلى أن جماعة الحوثي تدرك أنها في ظل عدم فرض هيمنتها على الحكومة لن تتمكن من التعامل مع الأطراف الدولية للحصول على الدعم والنفقات التشغيلية للحكومة، كونهم يسعون للسيطرة الكاملة على الدولة والقرار السياسي، وذلك إحد مطالب زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي التي تضمنتها رسالته الموجهة للرئيس هادي بعد فشل لجنة الوساطة في الوصول إلى حل مع الحوثي قبل اجتياح العاصمة.
وأضاف: الحوثيون يريدون الهيمنة على الدولة ومؤسساتها والقرار السياسي فيها والمجتمع، لافتاً إلى أن الحوثيين يريدون ضمان السيطرة المطلقة على الحكومة والدولة بشكل عام، الأمر الذي يدفع الأحزاب إلى التحفظ على الاستمرار في العملية السياسية، كون مشاركتها في الحكومة على قاعدة الشراكة الوطنية وعلى أساس تنفيذ اتفاقية السلم والشراكة، معتبراً ما يقوم به الحوثيون تنصلاً كاملاً عن اتفاقية السلم والشراكة.
وأشار إلى أن الأحزاب تعيش حالة إحباط في ظل الممارسات غير المقبولة لجماعة الحوثي المسلحة والتي تخلق عقبات أمام تشكيل الحكومة وتعيق عجلة التسوية السياسية ـ حسب قوله.
وقال: إن الحوثيين يتصرفون على قاعدة "الشراكة في الغنائم والخروج من الخسارة".