اندلعت مواجهات مسلحة ظهر أمس الجمعة بين أبناء القبائل بمحافظة إب ومسلحين حوثيين أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين.
وأفادت مصادر محلية بأن المواجهات اندلعت عند نقطة الأميرة بمنطقة السحول أثناء اعتراض مسلحي الحوثي عدداً من القبائل التي توافدت استجابةً لمطالب قبائل المحافظة للدفاع عن إب.
وأضافت المصادر بأن أبناء القبائل حاولوا الدخول غير أن مسلحي الحوثي أطلقوا النيران عليهم ممَّا تسبب بسقوط قتيل من أبناء القبائل وهو الأمر الذي دفع القبائل للرد عليهم وسقط قُرابة أربعة قتلى من "الحوَثة" وجرت اشتباكات بمختلف الأسلحة تمكَّنت القبائل خلالها من السيطرة على نقطة الأميرة ــ وفقاً للمصادر.
وأشارت المصادر إلى أن سيطرة القبائل على نقطة الأميرة دفعت مسلحي الحوثي إلى استهداف القبائل في إحدى النقاط على الخط الدائري الغربي لمدينة إب وسقط "3" قتلى من أبناء القبائل.
وقال شهود عيان لــ"أخبار اليوم": إنهم شاهدوا جثتين مرميتين على الطريق العام.
وفي السياق ذكرت مصادر محلية للصحيفة أن المواجهات المسلحة تجددت بين الجانبين عقب صلاة الجمعة ظهر أمس في الدائري الغربي لمدينة إب وسُمعت أصوات انفجارات لقذائف هاون أُطلقت من الأستاذ الرياضي لمدينة إب باتجاه جبل حراثة الذي يطل على الجزء الغربي للمدينة ويعتبر موقعاً استراتيجياً هاماً وبه منزل مدير أمن المحافظة واستمر اطلاق القذائف صوب جبل حراثة لعدة ساعات ولم تُشر المصادر إلى نتائج القصف الثقيل على جبل حراثة.
وأضافت المصادر: إن الاشتباكات المختلفة في الدائري الغربي أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى أغلبهم مدنيون وقالت مصادر طبية بأن مستشفيات إب وصلها عدد من الجرحى بينهم نساء وشوهدت سيارات الإسعاف وهي تتحرك في شوارع إب بصورة كبيرة.
ووفقا للمصادر فقد تسببت المواجهات في قطع طريق صنعاء- إب- تعز لعدة ساعات.
وأشارت المعلومات الأولية إلى سقوط نحو عشرة قتلى و15 جريحاً أغلبهم من الحوثيين.
وحسب المصادر فإن من بين القتلى 3 أشخاص جميعهم من أسرة واحدة تُسمى تاج الدين، كما إن من بين القتلى فهد أحمد نعمان وطه محمد أحمد نعمان وعلي عبده قاسم.
وقد تجددت المواجهات أمس بعد يومين من دخول مسلحي الحوثي المدينة دون مقاومة من السلطات المحلية والأمنية بالمحافظة وبمشاركة واسعة من قيادات مؤتمرية كبيرة.
وتوافد يوم أمس مئات من قبائل إب لمطالبة السلطات بطرد مليشيا الحوثي من المحافظة وأبدوا استعداهم للمواجهة معهم في حال تخلِّي السلطات الأمنية والمحلية عن دورها في حماية المحافظة.
وفي سياق متصل التقى محافظ إب بقيادات الأحزاب والمشايخ ووجهاء إب في مساعٍ لاحتواء انفجار الوضع في المدينة.
مصدر قبلي حضر اللقاء قال بأن محافظ إب تحدث إليهم بأنه تواصل مع الرئاسة وهنالك تفاهمات لتسليم المدينة ونقاطها للأمن المركزي سابقاً ومداخل المدينة للحرس الجمهوري سابقاً ولم يفصح المصدر عن أي تفاصيل أو اتفاقات أخرى.
وقد قال مصدر حضر لقاء المحافظ واللجنة الأمنية وقادة الأحزاب والمشايخ بمحافظة إب بأنهم اتفقوا في نهاية اللقاء على اتفاق مبدئي للتهدئة ووقف اطلاق النار لمدة 24 ساعة تبدأ من مغرب امس الجمعة وأن اللقاء سَيُستكمل اليوم بمبنى المحافظة لتوقيع اتفاق يُنهى بموجبه المواجهات.
وفي وقت متأخر من نهار أمس قالت مصادر خاصة بأن رجال الأمن انسحبوا من منزل مدير أمن المحافظة ومبنى الإذاعة بشكل مفاجئ ولم يردوا على مصدر اطلاق القذائف التي اُستهدِفوا بها.
المصادر قالت بأن مجاميع حوثية ومؤتمرية مسلحة صعدت تبَّة جبل حراثة واستولت على موقع حراثة، ولفتت إلى انسحاب مسلحي الحوثي من غالبية النقاط التي نشروها بغرض وصول تعزيزات عسكرية ومليشيات قادمة من العاصمة كونها تلقت ضربة موجعة من مسلحي القبائل.
المصادر ذاتها استغربت من عدم تسريع توقيع اتفاق ايقاف المواجهات وإخراج المسلحين من المدينة واعتبرت ذلك لكسب الوقت لصالح مسلحي الحوثي.
وقد أبدى أبناء إب استياءهم الشديد من تفجير الوضع من قِبل مليشيات الحوثي وطالبوا بسرعة إخراجهم وإحلال القوات الأمنية بالمدينة.
وفي سياق آخر دعا محافظ إب القاضي يحي الإرياني الجهات العسكرية والأمنية القيام بواجباتها المناطة بها قانونياً ودستورياً في حفظ واستقرار البلاد.
وطالب الإرياني الجماعات المسلحة من أي طرف كان بالخروج من المحافظة ووقف أعمال العنف وتبادل الاعتداءات بينها.
وقال الإرياني: إن محافظة إب لن تقبل بأن تكون مسرحاً لعمليات العنف والاقتتال والفوضى بين الجماعات المسلحة والمتصارعة وأنها ستتخذ جميع التدابير وفقاً للإجراءات القانونية والدستورية المحددة بهذا الخصوص لحفظ النظام والقانون والسكينة العامة بما يضمن استقرار المحافظة وسلامة أبنائها.
وقد توافد صباح أمس ولليوم الثاني المئات من مسلحي القبائل لمساندة مقاتلي القبائل الذين تعهدوا بطرد مليشيات الحوثي من مدينة إب.
وتجمَّعوا أمام بوابة جامعة إب الغربية بمختلف أنواع الأسلحة وانتشر عدد منهم على عدد من شوارع إب ومواقع المواجهات.
من جانبه أكد الشيخ نجيب العجي رئيس التكتُّل المدني لأبناء المناطق الوسطى رفضه لأن يقوم مسلحو الحوثي بدور الدولة، محمِّلا رئيس الجمهورية مسؤولية إلغاء دور الدولة لصالح العناصر المسلحة.
وقال العجي في تصريح صحفي لـ( أخبار اليوم): نرفض وبشدة أن يقوم بدور الدولة غير الدولة ونحمِّل المسؤولية من يفترض أنه رئيس للبلاد والذي يقوم بإلغاء دور الدولة لصالح مليشيات مسلحة.
وفي موضوع آخر أعلنت عمادة شؤون الطلاب بجامعة إب لأبنائها الطلاب عن إيقاف الدراسة بالجامعة اليومين القادمة وذلك في كلٍ من الكليات الكائنة في الصلبة والمجاورة للأستاذ الرياضي وهي (العلوم؛ الآداب؛ التجار ؛ الزراعة؛ التربية) بيد أن مصادر أخرى في الجامعة قالت بأن القرار سيكون حتى إشعار آخر.
