شهدت محافظة الحديدة خلال الأسبوع المنصرم ( أيام العيد ) إقبالاً كبيراً للزائرين الوافدين إليها من المحافظات الجبلية والذين شكلوا ازدحاماً كبيراً في الفنادق وعلى طول الشريط الساحلي المقابل لمدينة الحديدة, ناهيك عن الارتفاع الكبير للأسعار الذي شهدته الأسواق في الحديدة كارتفاع اسعار السمك وكذا أسعار اللحوم والمواصلات..
تدفُّق

وبحسب مسؤول في مكتب السياحة في الحديدة والذي أكد أن التدفق الكبير الذي شهدته محافظة الحديدة للقادمين إليها من العديد من المحافظات الشمالية كـ( صنعاء وعمران وحجة والمحويت) يعود لعدة أسباب, يأتي في أولها أن محافظة الحديدة تشهد هذه الأيام اعتدالاً للطقس ونزول أمطار عليها؛ الأمر الذي جعل منها قِبلةً للسياحة الداخلية, ناهيك عن أن محافظة الحديدة تُعد الأكثر أمناً واستقراراً من بين المحافظات الشمالية والتي شهد بعضها أحداثاً مؤسفة خلال الفترة القليلة الماضية..

وقال المسؤول: إن السلطة المحلية في محافظة الحديدة وأجهزتها الأمنية قد اتخذت إجراءات من شأنها العمل على منع حمل السلاح أو الدخول به إلى مدينة الحديدة والذي يكون برفقة الزائرين للمحافظة, وهو الأمر الذي جنَّب المحافظة أي حوادث أمنية خلال أيام عيد الأضحى المبارك..

وأضاف بأن فنادق الحديدة عجزت عن استيعاب كل تلك الأعداد التي تدفَّقت على محافظة الحديدة خلال الأيام القليلة الماضية ( أيام العيد )؛ الأمر الذي دفع ببعض الزائرين إلى نصب خيام صغيرة على الشاطئ واتخاذها سكناً.
السمك نار!!

تسبب هذا الإقبال للزائرين لمحافظة الحديدة وخاصةً الحديدة عاصمة المحافظة في ارتفاعٍ كبير لأسعار الأسماك في الأسواق بنسبة وصلت إلى 150% ؛ الأمر الذي تسبَّب في استغراب المواطنين لعدم قيام الجهات المسؤولة في المحافظة بمراقبة تلك الأسواق كما شهدت مدينة الحديدة انعداماً لمادة الغاز المنزلي وارتفاعاً في أسعاره في الأسواق السوداء كما هو الحال في بقية المحافظات اليمنية.
أمطار

الأمطار التي منَّ الله بها على مدينة الحديدة خلال أيام العديد وبشكل كبير تسببت في إعاقة حركة السير في العديد من شوارع مدينة الحديدة كما هو الحال مع شوارع: جمال وأروى وجولة الساعة وغيرها من الشوارع في مدينة الحديدة..

كما أدى ذلك الى توقُّف الحركة التجارية وحركة السير وكذا انقطاع التيار الكهربائي عن معظم أحياء مدينة الحديدة (غرب اليمن) في الوقت الذي عبَّر فيه عددٌ من زُوار الحديدة تخوُّفهم من الوضع الكارثي الذي وصلت إليه المحافظة.

وأدى ارتفاع منسوب المياه في معظم شوارع المدينة الى إتلاف الكثير من المواد الغذائية والملابس التابعة لـ"البسَّاطين" وكذا مخازن بعض التُّجار التي تسربت المياه إلى محتوياتها.

وتسبَّبت الأمطار والسيول القوية في انفجار مصارف "الصرف الصحي" ما أدى إلى خروجها في المناطق السكنية وانبعاث الروائح الكريهة منها وعدم قدرة السكان على الحركة في الشوارع والأحياء السكينة.
والمسؤولون يتفرَّجون

السلطة المحلية في محافظة الحديدة ممثلةً في محافظ المحافظة الأستاذ/ صخر الوجيه وحيال هذا الوضع وجَّه بحشد كل الإمكانات لمكتب الأشغال العامة, الطرق ومؤسسة المياه والصرف الصحي لشفط المياه ومعالجة الأضرار بأسرع وقت ممكن...كما قام المحافظ صخر الوجيه بجولة تفقدية الى مديريات المدينة والتي امتلأت شوارعها بمياه الأمطار..

إلى ذلك بدأ المجلس المحلي بمديرية الحالي بمحافظة الحديدة أمس السبت حملةً واسعة لشفط مياه الأمطار في مختلف شوارع وأحياء وحارات المديرية بهدف تجاوز الوضع الذي وصلت إليه المديرية بعد هطول كميات من مياه الأمطار

وفي تصريح أكد مدير عام مديرية الحالي عبد المنعم الرفاعي أن الحملة التي ينفذها المجلس المحلي بالمديرية وبالتعاون مع عضو مجلس النواب عبد الجليل ثابت ستستمر حتى يتم شفط كافة المستنقعات المائية الراكدة في الشوارع والأحياء والحارات بالمديرية جراء تراكم مياه الأمطار في الشوارع والحارات.

وأشار الرفاعي إلي أنه تم تخصيص أربعة صهاريج كبيرة ومضختين للحملة مقدمة من عضو مجلس النواب بالإضافة إلى أربعة " وايتات" تابعة لصندوق النظافة والتحسين وكلها تعمل في مواقع متعددة لشفط مياه الأمطار في النقاط التي يتم تحديدها بحسب نسبة ارتفاع منسوب المياه في تلك الأماكن.
غرَق

وبسبب ارتفاع منسوب مياه البحر خلال هذه الفترة فقد شهدت الحديدة العديد من حالات الغَرَق منها ما تم إنقاذه ومنها من لقي حتفه.. فخلال الأيام القليلة الماضية ( أيام العيد ) تمكَّن خفر السواحل بقطاع البحر الأحمر من إنقاذ 17 شخصاً من الغرق وانتشال جثتين إحداهما مجهولة الهوية, خلال إجازة عيد الأضحى المبارك في سواحل محافظة الحديدة.

وأوضح العقيد الركن/ لطف البرطي مدير عام مصلحة خفر السواحل بقطاع البحر الأحمر أن قوات خفر السواحل وبالتنسيق مع شرطة السير ومكتب السياحة بمحافظة الحديدة قد كثَّفت من دورياتها الراجلة والبحرية لمراقبة السواحل وتوعية الزوار وتحذيرهم من بعض الأماكن الخطرة والممنوع السباحة فيها.
حوادث وخمور

وعلى الصعيد الأمني اتَّخذت إدارة الشرطة في مدينة الحديدة إجراءات حاسمة لمنع تدفُّق أو دخول مسلحين لمدينة الحديدة خلال أيام العيد العديد؛ حيث وجَّهت قيادة شرطة محافظة الحديدة مناطق الحزام الأمني المحيطة بالمحافظة بمنع دخول أي سيارة لا تحمل لوحات معدنية إلى محافظة الحديدة بأي شكل من الأشكال، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للتنفيذ، وأن يتم ذلك على جميع السيارات ودونما استثناء لأحد، مع التركيز على الشاحنات المشبوهة.

ونقل مركز الإعلام الأمني عن العميد/ محمد المقالح مدير أمن محافظة الحديدة القول بأن هذا التوجيه سيجري تنفيذه بشكل متزامن مع منع دخول الأسلحة إلى مدن المحافظة ، وذلك بهدف الحفاظ على الأمن والاستقرار.

وأكد العميد/ المقالح أن إدارة شرطة الحديدة ومنذ أول أيام عيد الأضحى المبارك نشرت المئات من رجالها حول المتنزَّهات والسواحل بهدف الحفاظ على السكينة العامة، وتوفير المناخات الآمنة لمن يؤمُّون هذه الأماكن من المواطنين، وكذا زوار محافظة الحديدة ، خلال فترة إجازة عيد الأضحى المبارك.

وفي رابع أيام العديد تسبَّب اشتباك مسلح على خلفية مشكلة على "أرض" في مدينة الجراحي الى مصرع ثلاثة أشخاص وإصابة رابع وذلك خلال أيام عيد الأضحى بمديرية الجراحي بمحافظة الحديدة.

وأكد العميد محمد المقالح مدير عام شرطة محافظة الحديدة بأن الأجهزة الأمنية انتقلت الى مكان ارتكاب الجريمة وتم ضبط المتهمين وعددهم ثلاثة ومباشرة جمع الاستدلالات والمعلومات التي أظهرت نتائجها الأولية بأن ارتكاب الجريمة يعود الى خلافات كبيرة بين المتهمين والمجني عليهم على أرض. مشيراً إلى أنه فور الانتهاء من جمع الاستدلالات وأخذ اقوال الشهود سيتم إحالة القضية إلى النيابة.

هذا وكانت الأجهزة الأمنية قد ضبطت "5" معامل لتصنيع الخمر البلدي في إحدى المناطق في مدينة الحديدة, وقال مدير شرطة الوادعي العقيد ركن/ محمد حمدين: "عملية البحث والتحري كشفت عن قيام مطلوبين في قضايا تصنيع الخمور والمؤثرات العقلية بتصنيع الخمر داخل أحد الملاعب والتابع لبيت الشباب والرياضة".

وأوضح أن الشرطة نفذت حملة مداهمة أسفرت عن ضبط "5" معامل خاصةٍ بصناعة الخمر وما يقارب من "700" لتر من مادة الخمر البلدي المُعَد للبيع كانت معبأة في "35" دبة سعة الواحدة منها"20" لتراً.

وأضاف: "تم إلقاء القبض على اثنين من أرباب السوابق في تصنيعها وبيعها وترويجها حال تلبُّسهم بعملية التصنيع والتحضير للبيع".

وأشار إلى أن المتهمَين المضبوطَين تتراوح أعمارهما ما بين 26-30 عاماً من سكان حي منطقة جبل النار، وهما من أرباب السوابق والمطلوبين في قضايا تصنيع الخمور وبيعها وترويجها.

وأكد بأن الجهود متواصلة لمكافحة وضبط أوكار صناعة الخمور في منطقة جبل النار، حيث مثَّلت نقلة نوعية في تطهير المنطقة من أوكار تصنيع الخمور، ما دفع أرباب السوابق إلى تغيير المكان واختيار حوش الملعب لكثافة الأشجار فيه وخلوة من المارة

الجدير بالذكر أن مدينة الحديدة قد شهدت انتعاشاً كبيراً خاصةً للمطاعم والمنتجعات السياحية فيها خلال أيام عيد الأضحى المبارك؛ الأمر الذي يؤكد على ضرورة الاهتمام بالمحافظة والارتقاء بالجانب السياحي والخدمي فيها خلال الفترة القادمة.