قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن بلوغ جماعة الحوثي إلى المستوى الحالي في اليمن- البلد الذي تكثر فيه المؤامرات- يثير التساؤل، مستبعدة أن يتم ذلك دون مساعدة داخلية..

وفي تقريرها المعنون بـ"التمرد والتآمر يعيدان تشكيل اليمن" نقلت الصحيفة عن تشارلز شميتز- من المعهد الأمريكي للدراسات اليمنية- تلميحه إلى احتمال تواطؤ الرئيس/ عبدربه منصور هادي مع الحوثيين، مضيفا: "يبدو أن هادي سمح للحوثيين بالتقدم من أجل إيذاء حزب الإصلاح، كجزء من خلط كبير للمشهد السياسي في اليمن".

وأشارت إلى أن هناك اشتباها في ضلوع الرئيس السابق صالح- الذي سُمح له بالبقاء في اليمن بعد استقالته ومُنح حصانة من الملاحقة القضائية- ما جعله في موقع يمكنه من التسبب في خلق مزيد من المتاعب.

وعلقت الصحيفة البريطانية: في الأسبوع الماضي، نشر موقع يمني على الأنترنت ما أسماه ملصقا يتم بيع نسخ منه في صنعاء يُظهر زعيم الحوثيين بجانب نجل صالح مع تعليق يقول: "لقد وهبنا أنفسنا لخدمة هذا الشعب".

واعتبرت الصحيفة العملية الانتقالية السياسية- التي وضعتها دول مجلس التعاون الخليجي والمعتمدة من قبل الأمم في عداد الموتى- مشيرة إلى أن الخطة الخليجية كانت تشوبها العيوب، وكان الهدف منها الحفاظ بقدر الإمكان على أكبر قدر من الوضع الراهن مع إلزام صالح بالاستقالة.

وأضافت بأن الأحداث الأخيرة أثارت غضب الدول الخليجية التي دعت إلى "استعادة" سلطة الحكومة، وقالت: في الواقع ليس هناك ما يحتاج إلى الاستعادة، لأن الحكومة اليمنية لم يعد لها نفوذ إلا داخل المدن الرئيسية.

وأشارت إلى خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما, إن نموذج اليمن "سيكون جزءا من الحل في التعامل مع كل من سوريا والعراق".

وكان الرئيس أوباما أوصى- في أواخر يونيو الماضي- باعتماد اليمن كنموذج لما يمكن تحقيقه في الشرق الأوسط من دون تدخل قوات على الأرض.. في أعقاب الثورة الشعبية التي أزاحت الرئيس/ علي عبدالله صالح عن السلطة بعد 33 عاماً من الحكم، أصبحت الحكومة اليمنية الجديدة "شريكا ملتزما" لأوباما.

 وقال أوباما إن الولايات المتحدة لديها هناك أيضا قدرات كافية لمكافحة الإرهاب من أجل "تعقب أولئك الذين قد يحاولون ضرب سفاراتنا أو ربما يحاولون تصدير الإرهاب إلى أوروبا أو الولايات المتحدة" وفقا للصحيفة.

وفي تقرير آخر أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن تفجيرا انتحاريا أمس الأول الخميس استهدف تظاهرة حوثية بصنعاء واسفر عن مقتل 47 وجرح العشرات, عزز من الفراغ السياسي والأمني المتصاعد في صنعاء، والذي جاء في ظل سيطرة الحوثيين على صنعاء منذ 21 سبتمبر، قبل وقت قصير من توقيع اتفاق السلم بين الحوثيين والحكومة.

وأضافت: في الليلة التي سبقت الانفجار، اتهم زعيم الحركة عبدالملك الحوثي، وهو منتقد متشدد ضد التدخل الأجنبي لا سيما من الولايات المتحدة، رئيس الوزراء المعين حديثا أحمد عوض بن مبارك بأنه "عميل لأمريكا" وطالب باستقالته، كما اتهم الرئيس اليمني/ عبد ربه منصور هادي بأنه دمية في أيدي القوى الأجنبية، متجاهلا بنود اتفاق السلم الموقع في 21 سبتمبر الذي يدعو إلى توافق سياسي واسع بشأن تعيين رئيس وزراء جديد.

وقال مسئول حكومي للجارديان إن الحوثيين يروجون لخطاب مكثف ضد الولايات المتحدة".

وعلقت على إعلان عوض بن مبارك، التخلي عن منصب رئيس الوزراء بعد معارضة الحوثيين له، وقالت: استقالته عمقت الفراغ السياسي المقلق بعد أسبوعين من المفاوضات الفاشلة لتشكيل حكومة جديدة، مما يضع مزيدا من الضغوط على هادي.

المحللة في شؤون منطقة شبه الجزيرة العربية في مجموعة الأزمات الدولية أبريل أللي تقول إن قرار الرئيس هادي الثلاثاء الماضي بتعيين رئيس مكتب الرئاسة كرئيس للوزراء كان "خطأ سياسيا خطيرا

وأضافت أن عددا من الأطراف السياسية الأخرى رفضت أيضا تعيين بن مبارك على الرغم من كونه مؤهلا لهذا المنصب.

وأفادت بأن هجوم التحرير هو أحدث عملية في سلسلة من هجمات القاعدة في شبه الجزيرة العربية المُنفذة في الأسابيع الأخيرة، والكثيرون في العاصمة صنعاء يخشون من أن الهجوم الأخير سيفتح الباب على مصراعيه لإراقة الدماء على نطاق واسع، لاسيما مع تعهد الحوثيين علنا بمهاجمة القاعدة في معاقلها بجنوب البلاد.

وقال مسئول يمني: "من المرجح- إلى حد كبير- أن العنف سيتصاعد وأن الدماء ستُسفك، يبدو أننا لسنا بمنأى عن الميول الإقليمية".