أحيت جموع من أبناء محافظة تعز بساحة الحرية جمعة" السلم لا الاحتراب" وعبرت الجموع عن إدانتها للجرائم الإرهابية التي نُفذت الخميس الماضي واستهدفت تجمعا للمعتصمين من أنصار جماعة الحوثي في ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء وأدت إلى مقتل وجرح العشرات إضافة إلى العمليتين الإرهابيتين اللتين استهدفتا جنودا من الجيش في محافظتي حضرموت والبيضاء.
وأكد ثوار تعز أنهم مع خيار السلم والشراكة في المضي نحو التغيير مطالبين رئيس الجمهورية بأن يتم إطلاع الشعب بنتائج التحقيق حول تلك الجرائم وأن لا تكون اللجان المشكلة فقط للتغطية والمغالطة واستهلاك الوقت كما حدث مع سابقاتها من لجان التحقيق التي شُكلت في حادثة مستشفى العرضي وميدان السبعين دون أن تكشف نتائجها للشعب حتى الآن.. ودعا الجموع إلى الإسراع في تسمية رئيس للحكومة دون تلاعب أو تباطؤ.
من جانبه أدان خطيب الجمعة توفيق عبد الملك أعمال العنف والإرهاب التي شهدتها العاصمة ومحافظات أخرى وراح ضحيتها أبرياء من المدنيين ورجال الأمن وجنود, مشددا على أن الدم اليمني واحد لا يتجزأ, واعتبر الخطيب أن المخرج الوحيد من الأزمة التي تمر بها البلد هو تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وبنود اتفاق السلم والشراكة.
وقال بأن صنعاء تعرضت لحوادث مأساوية وهي تُسلم إلى ميليشيا الإجرام والسلاح وقوى الثورة المضادة التي مارست عمليات النهب والاقتحام للمنازل وانتهاك حرماتها وهي بذلك تسعى إلى تشويه تاريخ الشعب اليمني وتسيء إلى قيمه وأخلاقه, مردفا: اليمنيون أهل حكمة وحوار لا يصادرون الحقوق والحريات ولا ينتهكون الحرمات ولا ينهبون الأموال من المؤسسات الخيرية للأيتام والمعاقين ولن يقبلوا بمن انقلب على حوار مجتمعي دام نحو سنة رسموا فيه رؤاهم على أساس الشراكة والمساواة.
وحذر الخطيب أن نسيج الوطن مهدد بالتمزق وبحاجة إلى أن ننتصر لوطن تنهب مؤسساته وتهدد فيه الحقوق السياسية وحرية الرأي والتعبير. مخاطبا المتآمرين والمتربصين بالقول: إن ثورة سبتمبر قلعت جذور الإمامة والأسرية وثورة أكتوبر قلعت جذور الاستعمار فلن تكونوا أقوى من بريطانيا وحكم الأئمة ولن يكون الشعب اليوم أقل عزيمة أو قوة من آبائه وأجداده الأحرار.
ودعا عبد الملك رئيس الجمهورية إلى تحمل مسئوليته القانونية والأخلاقية أمام الدماء اليمنية التي تُزهق وأن الفرصة لا تزال سانحة لتناسي الخلافات وتجنب ويلات الاحتراب, معتبرا أنه من المعيب أن يمر عشرون يوما دون أن تتفق القوى السياسية إلى رئيس وزراء حتى اليوم ’لافتا إلى أن الوقت لا يسمح بنقاش مستقبل اليمن ومشاكله في غرف مغلقة وتحت طاولة الحوار ولابد من مكاشفة الشعب وإظهار حجم التحديات والمؤامرات حتى يعرف اليمنيون حقيقة من يقف في طريق مستقبلهم.