بعد الإعلان عن صفقة إنتقال النجم الأورجوياني لويس سواريز مهاجم ليفربول الانجليزي إلى صفوف نادي برشلونة الاسباني دار جدلا كبيرا في الاوساط الرياضية حول إمكانية نجاح المهاجم الفذ مع النادي الكتالوني من عدمها ، معللين ذلك بأسلافه من أفضل الهدافين في العالم الذين انتقلوا فيما مضى من مواسم إلى صفوف برشلونة و هم في قمة مجدهم وعطائهم ثم أفل نجمهم وخفت بريقهم في ملعب كامب نو ، ويعلق الكثير من المتابعين والمحللين فشل هؤلاء النجوم مع برشلونة رغم نجاحهم الكبير في أندية أخرى على شماعة نجم الفريق المدلل ليونيل ميسي والذي يخطف الأضواء دون غيره من نجوم الفريق .

وفي الجانب الآخر كثر الحديث أيضا عن نجم مونديال البرازيل اللاعب الكولومبي جيمس رودريجيز والذي انتقل بدوره إلى قطب الليجا الآخر ريال مدريد ، وانصب الحديث عن إمكانية نجاحه بجوار نجم الفريق كريستيانو رونالدو وهل سيكون اللاعبان ثنائي متفاهما أم سيكون الفشل هو المصير المحتوم .

وفي هذا التقرير نستعرض لكم زوار موقع "يوروسبورت عربية" أبرز النجوم العالميين الذين رافقوا الثنائي رونالدو وميسي في مسيرتهم ومدى تأثير تواجدهم بجانب النجمين الكبيرين على نجاح مشوارهم

نجوم رافقوا ميسي

1- تيري هنري

بعد مسيرة تاريخية مع نادي أرسنال الانجليزي قرر النجم الفرنسي تيري هنري خوض تجربة جديدة بالانتقال إلى صفوف برشلونة الاسباني في صيف العام 2007 .

ورغم تتويج الغزال الفرنسي الاسمر بالعديد من الالقاب مع برشلونة إلا أنه لم يكن له دور ملموس في الفريق ولم يعد هو النجم الاول مثلما كان حاله مع أرسنال ، وخلال ثلاثة مواسم بقميص البرسا شارك هنري خلال 80 مباراة ولم يسجل سوى 35 هدفا فقط ليرحل في صيف عام 2010 إلى الدوري الأمريكي .

2- زلاتان ابراهيموفيتش

النجم السويدي الذي تألق اينما حل ، انتقل إلى صفوف برشلونة في صفقة تبادلية بينه وبين انتر ميلان الايطالي ذهب بموجبها الكاميروني ايتو إلى صفوف النيراتزوري .

وبعد مسيرة حافلة بالانجازات في صفوف اياكس امستردام الهولندي ويوفينتوس والانتر في ايطاليا ، سجل زلاتان موسما في صفوف برشلونة هو الأسوأ له على الاطلاق ، حيث مثل الفريق خلال 29 مباراة مسجلا 16 هدفا فقط وهو ما دفعه للرحيل عن كامب نو عائدا إلى الدوري الايطالي حيث لعب لنادي ميلان موسما على سبيل الاعارة قبل ان يشتريه النادي نهائيا .

3- ديفيد فيا

الهداف الاسباني الذي تألق في صفوف فالنسيا وتوج مع منتخب ببلاده بلقبي يورو 2008 ومونديال 2010 اختار الإنتقال إلى صفوف البلوجرانا عقب انتهاء مونديال جنوب 2010 ليبدأ مسيرة فاشلة للغاية مع النادي الاسباني حيث شارك خلال 77 مباراة على مدار ثلاثة مواسم لم يستطيع خلالها سوى تسجيل 33 هدفا وهو المعدل الأسوأ له طوال مشواره الاحترافي تقريبا.

ربما يكون عذر فيا هو الاصابات التي لاحقته كثيرا أثناء تواجده مع برشلونة ، ولكن الاداء العام للاعب وهو في قمة لياقته كان بمثابة شبحا لمهاجم كبير طالما صال وجال في ملاعب الليجا عندما كان في صفوف فالنسيا ، لينتهي به الحال إلى الانتقال إلى صفوف اتليتيكو مدريد في صيف 2013 ليقضي معه موسما واحدا قبل الرحيل إلى الدوري الامريكي.

4- اليكس سانشيز

المهاجم التشيلي الكبير الذي تألق في ملاعب الكالتشيو وهو في صفوف أودينيزي الايطالي قبل أن ينتقل إلى صفوف برشلونة في عام 2011 لم يجد لنفسه مكانا أساسيا في صفوف برشلونة وأفل نجمه سريعا .

سانشيز فضل الرحيل مطلع الموسم الحالي إلى صفوف أرسنال الانجليزي محاولا تعويض ما فاته خلال المواسم الثلاثة التي قضاها في صفوف برشلونة .

نجوم رافقوا رونالدو

1- رود فان نيسلتروي

الهداف الهولندي الكبير الذي تألق في صفوف مانشيستر يونايتد الانجليزي وريال مدريد الاسباني رافق رونالدو خلال موسمين في صفوف الشياطين الحمر وظهر التجانس والتناغم بينهما رغم الخلافات التي كانت بدأت تحدث بين السير اليكس فيرجسون ونيستروي في أيامه الاخيرة مع مانشيستر .

وسجل نيستروي 40 هدفا في آخر موسمين له مع الفريق وهما موسمي 2004-2005 ، 2005-2006 حين بدأ النجم لشاب كريستيانو رونالدو مشاركته الاساسية في تشكيلة فيرجسون .

2- واين روني

الفتى الذهبي الانجليزي الذي تألق في بطولة يورو 2004 مع منتخب بلاده وهي نفس البطولة التي صنعت شهرة رونالدو ليبدأ النجمان مسيرة حافلة بالتألق والانجازات مع مانشيستر يونايتد وكونا ثنائيا متفاهما ومرعبا لجميع المنافسين.

تواجد النجمان في تشكيلة فيرجسون أضاف اليهما الكثير ولم يؤثر دور أي منهما على الآخر كما حدث مع نجوم آخرين سبق ذكرهم في هذا التقرير ، وربما لم يعكر صفو علاقتهما سوى اشتباكهما سويا في مباراة منتخبي البرتغال وانجلترا في مونديال 2006 وهو الاحتكاك الذي استحق واين روني عليه البطاقة الحمراء حينها.

3- انخيل دي ماريا

الجناح الأرجنتيني الموهوب الذي انضم إلى صفوف ريال مدريد في أعقاب مونديال جنوب أفريقيا 2010 ليشكل ثنائيا متفاهما مع رونالدو في صفوف النادي الملكي.

وربما تكون حالة دي ماريا هي أفضل مثال لإظهار الفارق بين اللاعبين الذين جاوروا ميسي ورونالدو حيث لعب انخيل بجوار النجمين سواء في الريال بجوار رونالدو أو في منتخب التانجو بجوار ميسي ، وشتان الفارق بين أدائه هنا وهناك .

في صفوف الريال لعب دي ماريا بحرية أكبر ، وفي كل مباراة تقريبا يظهر التفاهم وتبادل المراكز بينه وبين رونالدو وهو ما كان له أكبر الأثر في تتويج النادي الملكي بلقب دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي ، ولكن في منتخب الأرجنتين يلاحظ أن دور دي ماريا يختلف نوعا ما عن ما يقدمه مع الريال ؛ وربما كان مونديال البرازيل أبلغ مثال على ذلك.

4- جاريث بيل

عند انتقال الجناح الويلزي من صفوف توتنهام الانجليزي إلى ريال مدريد في صيف 2013 بمقابل مادي هو الأعلى في تاريخ كرة القدم كثر الحديث عن خطفه الأضواء في ملعب سانتياجو بيرنابيو من نجم الفريق رونالدو ونشوب خلافات متوقعة بينهما ، وهو ما لم يحدث مطلقا.

فاللاعبان يقدمان اداءا طيبا عندما يشاركان سويا في تشكيلة كارلو انشيلوتي المدير الفني للفريق ، بخلاف تناوبهما على صناعة الأهداف لبعضهما البعض .

ربما لم يقدم جاريث بيل الاداء المرجو منه مع الفريق بالنظر إلى القيمة المادية التي دفعت لجلبه ، ولكن نتحدث هنا عن تعاونه وتجانسه مع رونالدو في العديد من المباريات.

وهنا يأتي السؤال المحير .. لماذا يفشل النجوم بجوار ميسي ؟

فرغم أن اللاعب يؤدي دور صانع الألعاب ببراعة ويقدم تمريرات ساحرة لا يقدر على تنفيذها سواه في الملاعب حاليا لزملائه إلا أن الفشل غالبا ما يكون حليف لمن يرافقه في هجوم البرسا .

وتشير الاحصائيات أن النجم الارجنتيني قد صنع 85 هدفا لزملائه في الفترة من موسم 2009-2010 وحتى الموسم الحاليخلال 218 مباراة ، بينما احرز بنفسه 250 هدفا ، وعلى الرغم من ذلك عندما ننظر إلى أرقام ومصير معظم المهاجمين الذين جاوروه في البرسا نجد النتيجة : لم ينجح أحد !

وعند مقارنة هذا الرقم خلال نفس هذه الفتر الزمنية نجد ان رونالدو قد صنع لزملائه 64 هدفا فقط خلال 223 مباراة متخلفا عن ما صنعه ميسي بواحد وعشرين هدف ، بينما أحرز بنفسه 248 هدفا ، ومع ذلك تألق معظم من جاوره من النجوم ولم يكن مصيرهم مشابه بما حدث مع ابراهيموفيتش او هنري او سانشيز او فيا !

ربما ستكون إجابة هذا التساؤل كامنه فيما سيقدمه سواريز بجوار ميسي ، وما سيفعله رودريجيز بجوار رونالدو هذا الموسم في إطار الصراع المشتعل بين ثنائي شغل الأوساط الكروية من متابعين ومحللين أكثر من أي نجم آخر على مدار التاريخ الكروي.