اعتبر مراقبون سياسيون بعد مرور ستة أيام على توقيع ما يسمى "اتفاق الشراكة والسلم" دون تسمية وإعلان تكليف شخصية لمنصب رئيس الوزراء, يعكس حدة وعمق الخلاف الذي يدور في أروقة المفاوضات بين الأحزاب والمكونات السياسية ورئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي, حيث كان من المقرر أن يتم تسمية رئيس الوزراء قبل ثلاثة أيام بحسب الاتفاق المعلن والموقع عليه من جميع المكونات السياسية والحزبية المشاركة في مؤتمر الحوار الجنوبي بمن فيها جماعة الحوثي المسلحة.. التي لا زالت ترفض التحول لحزب سياسي أو تسليم السلاح للدولة وتواصل عملية نهب المعسكرات برضى وصمت رئاسي مخيف.
وفي هذا السياق علمت "أخبار اليوم" من مصادر وثيقة الاطلاع أن الرئيس هادي تراجع عن اختيار شخصية من أبناء المحافظات الشمالية لشغل منصب رئيس الوزراء, حيث كشفت المصادر أن الرئيس سمى الدكتور/ أحمد عوض بن مبارك مدير مكتب رئاسة الجمهورية والأمين العام للحوار الوطني وأمين عام هيئة الرقابة على مخرجات الحوار كمرشح من جانبه لشغل هذا المنصب, إلا أن عدداً من القوى والمكونات السياسية رفضت بأن يكون أحمد بن مبارك رئيساً للوزراء, مبدين عدداً من الملاحظات حول أدائه وممارساته, معتبرين أن اختيار بن مبارك لم يتم من الرئيس شخصياً وإنما جاء عبر نجله جلال ويحظى بتأييد من قبل السفارة الأميركية بصنعاء وكذا من جماعة الحوثي المسلحة, التي رشحت من جانبها أيضاً البروفيسور أيوب الحمادي, بروفيسور في هندسة المعلومات العصبية الاصطناعية ويعيش في جمهورية ألمانيا الاتحادية التي مكث فيها يحيى الحوثي الشقيق الأكبر لزعيم جماعة الحوثي المسلحة, عدة سنوات بعد أن تم سحب الحصانة البرلمانية منه وعاد قبل أقل من ستة أشهر إلى اليمن.
المصادر ذاتها أكدت أن حزب المؤتمر الشعبي العام قدم هو الآخر مرشحين لمنصب رئيس الوزراء, هما: الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية السابق, وأحمد صوفان وزير التخطيط السابق, مشيرة إلى أن المؤتمر في الوقت ذاته فوض الرئيس هادي بتسمية واختيار رئيس الوزراء.
وأوضحت المصادر أن حزب التجمع اليمني للإصلاح رشح من جانبه كلاً من المناضل يحيى العرشي, والسفير عبدالله محمد الصايدي مندوب اليمن لدى مجلس الأمن سابقاً, وسبق أن عمل نائباً لوزير الخارجية..
وذكرت المصادر أن الرئيس هادي يرفض حتى اللحظة أبو بكر القربي والمناضل العرشي والدكتور الصايدي ويصر على بن مبارك لشغل منصب رئيس الوزراء إلا أن ذلك يلقى معارضة شديدة وتهديداً من قوى سياسية بعدم المشاركة في الحكومة القادمة وهو ما يحاول أن يفرض الرئيس هادي وجماعة الحوثي كأمر واقع, إلا أن وقوف حزب المؤتمر ضد بن مبارك قد يجبر هادي على استبعاده ووضعه في منصب وزير الخارجية وهو ما يسعى إليه بن مبارك ونجل الرئيس هادي جلال منذ وقت مبكر.
