قبل ثلاث سنوات وعد محافظ محافظة تعز/ شوقي هائل- عقب تسلمه قيادة السلطة المحلية- بتحويل مدينة تعز إلى مدينة مثالية تضاهي إمارة دبي الإماراتية بالتوازي مع إعلانها عاصمة للثقافة اليمنية.. ومنذ ذلك الحين والمدينة تشهد تدهوراً في مختلف المجالات الخدمية لعل أبر

2014-09-26 20:07:59 تقرير خاص/ عبد العليم الحاج عصيفرة

قبل ثلاث سنوات وعد محافظ محافظة تعز/ شوقي هائل- عقب تسلمه قيادة السلطة المحلية- بتحويل مدينة تعز إلى مدينة مثالية تضاهي إمارة دبي الإماراتية بالتوازي مع إعلانها عاصمة للثقافة اليمنية.. ومنذ ذلك الحين والمدينة تشهد تدهوراً في مختلف المجالات الخدمية لعل أبرزها المياه والنظافة والبيئة والصرف الصحي.
وتعيش المدينة هذه الأيام, واقعاً بيئياً مزرياً من حيث تكدس القمامات وطفح المجاري في ظل صمت مطبق للسلطة المحلية وصندوق النظافة والتحسين وهو ما ينذر بكارثة بيئية وصحية إذا استمر الوضع على ما هو عليه.. 
أخبار اليوم نزلت إلى عدد من أحياء المدينة ووقفت على واقع النظافة فيها وخرجت بالحصيلة التي نعرضها في سياق هذا التقرير.
تعز على وشك كارثة بيئية والأهالي يطلقون نداءات استغاثة في ظل صمت مطبق للسلطة المحلية..
عاصمة الثورات تحتفل بأيلول الثورة وسط براميل القمامة

في منطقة عصيفرة- وتحديداً في حي النهضة- كانت محطتنا الأولى للوقوف عن كثب على الواقع البيئي في المنطقة.. هنا التقطنا أولى صور هذا التقرير.. صندوق متهالك تحيط به أكوام كبيرة للقمامة تنبعث منها رائحة نتنة تزكم أنوف المارة, ناهيكم عن أنوف سكان المنازل المجاورة لها.
يقول عبد الرحمن حسن عياش- أحد سكان المنطقة-: منذ عشرة أيام وهذه القمامة في مكانها وهي تزداد يوماً بعد يوم ولا يوجد في هذا الحي سوى برميل واحد قد أكله الدهر وشرب. ويضيف" لا تأتي عربيات ترحيل القمامة إلا مرة في الأسبوع ومع هذا لا تأخذ المخلفات كاملة بل تترك نصفها وللعلم فإن هذه الحارة هي بحاجة لعدد كافي من صناديق حفظ القمامة, مشيراً إلى أن عمال الترحيلات يطلبون فلوساً من أصحاب المطاعم والمنازل المجاورة لمكب رمي القمامة مقابل ترحيلها.
أما عبد الرحمن القاضي- عاقل حارة النهضة- فيتحدث بحسرة عن الجهود التي يبذلها في متابعة مشروع النظافة ومندوبي الترحيلات لكن دون استجابة وفيما يتعلق بالصرف الصحي. يؤكد القاضي أنه يشتري المناهل التالفة للحارة على حسابه الشخصي بينما لم تكلف مؤسسة المياه والصرف الصحي نفسها التجاوب مع نداءات المواطنين وإرسال عمالها لوقف طفح المجاري سيما وأنهم يدفعون رسوم الصرف شهرياً ويتم إضافتها على فواتير المياه على حد تعبيره. 
من جانبه يقول حسن قائد صالح- أحد مراقبي النظافة في حي النهضة- إن عمال النظافة في الحي يقومون بواجبهم على أكمل وجه لكن المشكلة تكمن في مندوبي الترحيلات الذين يتركون القمامة تتراكم لأيام.
ويضيف: باستمرار نتواصل مع الترحيلات لكنهم يردون علينا بأعذار متكررة, مؤكداً أن المنطقة بحاجة إلى أكثر من عشرة صناديق لاستيعاب الكميات الكبيرة من المخلفات.  
حي المسبح
وفي حارة المسبح الجنوبية تحتل القمامة, مساحة كبيرة من الشارع وتسبب مضايقات كبيرة للسكان وتحديداً المجاورين ولا يوجد في المنطقة سوى صندوقين فقط فيما الاحتياج الفعلي يزيد عن عشرة صناديق.
يقول الشاب أحمد البوصي- أحد سكان الحي- إن مكان تجمع القمامة هذا هو الوحيد في المنطقة ويضم ما يقارب سبع حارات ودائماً ما يشتكي المواطنون منه دائماً وقد جاء مدير مشروع النظافة إلى المنطقة لكنه لم يفعل شيئاً.
البوصي يضيف بقوله: لا يأتي إلينا عمال الترحيلات إلا بعد أسبوع وأحياناً أسبوعين بعدما تتكدس القمامة وتصبح أشبه بتلة جبلية, مشيراً إلى أن عمال النظافة يبتزون السكان ولا يقومون برفع القمامة إلا بعد أن يجمع لهم الساكنون مبالغ مالية مقابل رفعها حتى تعودوا على ذلك.
ويتابع البوصي بالقول: لقد وصلنا على طريق مسدود مع مشروع النظافة ولم يبق أمامنا من خيار سوى رفعها وإخلاء هذا المكان من صناديق القمامة وعدم السماح للمواطنين برمي مخلفاتهم هنا مهما كانت المبررات ومقتضيات الحاجة لأننا لم نعد نتحمل ذلك لما لها من أضرار صحية وبيئية.
نجد الله أكبر 
يعد حي "نجد الله أكبر" من أكثر أحياء مدينة تعز ازدحاما بالسكان ومع ذلك لا يوجد فيه سوى صندوق وحيد لحفظ القمامة لا يستوعب 5% من مخلفات المواطنين, الأمر الذي يضطرهم لرميها على الشارع وتمتد لبضعة أمتار تتحلل مع فترة بقائها وتتحول إلى جيفة منتنة تزكم الأنوف وتجلب الذباب والبعوض.
يتساءل وفيق الأثوري.. أين هو دور السلطة المحلية في المحافظة ومكتب التحسين التابع لها في تنظيف المدينة وإظهارها بالمظهر الذي يليق بها؟ وأين هي عائدات التحسين التي يتم جبايتها لهذا الغرض؟.
أما حمود مقبل, فكان قد استغاث بنا في الصحيفة أكثر من مرة لمطالبة مشروع النظافة نقل مكان القمامة المتاخم لمنزله و بسببها استوطنت الكلاب المسعورة والقطط الشاردة.
يقول مقبل- وهو عاقل حارة - لقد طالبنا من القائمين على ترحيل القمامة مراراً وتكراراً توفير براميل إضافية أو نقلها نهائياً من هذا المكان إلا أنهم لم يتجاوبوا معنا فقررنا نحن المواطنين نقلها إلى مكان آخر لا يبعد كثيراً.
بئر باشا 
تقع منطقة بئر باشا على المدخل الغربي للمدينة وهي منطقة مزدحمة خاصة الشارع الرئيسي نتيجة الحفر الكثيرة التي تتحول في معظم الأيام إلى بحيرة من مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار, ناهيكم عن المياه المتسربة من الوايتات الرابضة على جانب الشارع التي يشتريها المواطنون للاستخدام المنزلي.
منذ سنوات وأصحاب المحلات التجارية سيما أصحاب المطاعم يطلقون نداءات استغاثة بين الفينة والأخرى لمكتب الأشغال بوضع حد لمعاناتهم لكن دون استجابة.
ويطالب أبو محمد- صاحب مطعم مكتب الأشغال- بسرعة إعادة تأهيل الشارع ورفع المعاناة عن المواطنين, خاصة أصحاب المحلات التجارية الذين تضررت تجارتهم.. ويشير إلى أن الحالة البيئية التي تعيشها المنطقة وتكاثر البعوض والذباب والرائحة الكريهة أثرت سلباً على دخول الزبائن المطعم.
أما سكان الأحياء الخلفية للشارع الرئيس وتحديداً من الناحية الشرقية والشمالية فيعانون الآمرين نتيجة طفح المجاري المستمر الذي تغدو معه المنطقة أشبه ببحيرة تختلط فيها مجاري الصرف الصحي مع المخلفات والقمامة ويصير وحل أسود تنبعث منه رائحة نتنة حيث تنتشر الأوبئة وتستوطن الأمراض وفقاً لتأكيدات الأهالي.
شارع المغتربين  
شارع المغتربين هو الآخر ليس بأفضل حال من شوارع المدينة الأخرى، في نهايته وتحديداً عند فرزة شرعب احتلت القمامة مساحة كبيرة من الشارع وتجمعت أسراب الذباب بشكل لافت، فيما البوفية الوحيدة في المكان هجرها الزوار بعد إن كانت تعج بهم.
مصادفة وجدت أحد عمال النظافة يفرغ شوالة من المخلفات في المكان قدم بها من الحي الخلفي للشارع سألته عن سبب تكدس القمامة ولماذا لا يتم رفعها؟ رد علي بالقول: مكتب التحسين يتحمل المسؤولية، العمال مضربون عن العمل لعدم تثبيتهم واعتماد التأمين الصحي لهم. مشيراً إلى أن مشرف المنطقة مر قبل قليل بسيارته من الشارع ولم يحرك ساكنا أو يتواصل مع سيارة الترحيل المكلفة بنقل القمامة.
مكتب التحسين لا يرد 
وفيما رفض القائم بأعمال مدير عام التحسين الرد على اتصالاتنا ومحاولاتنا أكثر من مرة حيث قام بإغلاق تلفونه، إلا أن أحد المقربين من مدير عام مكتب التحسين قال للصحيفة إن تعز تتعرض لمؤامرة وإن عمال النظافة مضربون عن العمل للمطالبة بحقوق فئوية منها التأمين الصحي.
ويشكو عمال النظافة والتحسين في مدينة تعز من مماطلة السلطة المحلية وصندوق النظافة في تثبيتهم في وظائفهم حيث يعملون من خلال عقود وقد مضى على كثير منهم ما يزيد عن عقدين من الزمن في العمل بأجور تعاقدية زهيدة ويبلغ عددهم ما يقارب 1500عامل وعاملة كانت السلطة المحلية قد التزمت في العام 2011م بتثبيتهم مقابل تعليق إضرابهم والعودة للعمل .
العمال منعوا خروج بوابير نقل المخلفات وطالبوا باعتماد يوم السبت يوم اضافي وتثبيت المتعاقدين منهم.. علما أنه لا يتم احتساب يوم السبت لهم رغم عملهم خلال هذا اليوم..
مصدر متخصص في البيئة أكد أن عمال النظافة استغلوا وجود مدير صندوق النظافة خارج البلد حيث يتواجد في القاهرة لمتابعة علاج نجله المصاب بمرض السرطان.. وقال أنهم استغلوا غياب مدير الصندوق واغلقوا البوابة ومنعوا خروج البوابير..
////////////////////////
عناوين داخلية:
-منذ سنوات وأصحاب المحلات التجارية والمطاعم يطلقون نداءات استغاثة لمكتب الأشغال بوضع حد لمعاناتهم لكن دون استجابة
-مناطق أشبه ببحيرات تختلط فيها مجاري الصرف الصحي بمحلفات القمامة باتت موطناً لأوبئة وأمراض تهدد السكان
-يشكو عمال النظافة مماطلة السلطة المحلية والصندوق في تثبيتهم في وظائفهم كما التزمت السلطة المحلية التزمت العام 2011 
-مدير صندوق النظافة في القاهرة لمتابعة علاج نجله المصاب بمرض السرطان والقائم بأعمال مدير التحسين يرفض الرد على الصحيفة

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد