أحيا أنصار الحراك الجنوبي جمعة الأمس في عدد من المدن الجنوبية.
وفي السياق احتشد أنصار الحراك في مدينة عدن إحياءً لجمعة حملت اسم "أحرار رغم القيود"، حيث أكد خطيب الجمعة في شارع مدرم بمدينة المعلا الاستمرار في النضال، سواء اتفقت قوى ومكونات الثورة السلمية في الجنوب أم اختلفت, مشيراً إلى "بوادر اتفاق" بين قوى ومكونات الثورة الجنوبية.
واعتبر الخطيب "هاني اليزيدي" أن ما يحدث في صنعاء هو "انتقام من الله على جنايات ارتكبوها في شعب الجنوب".
وأضاف "ما يحدث اليوم في صنعاء سببه الظلم الذي صار علينا، وأخذ الثروات والأرض، وقتل الجنوبيين، وغيرها من المعاملات والانتهاكات".
وأشار اليزيدي- في خطبتي الجمعة- إلى الاستفزازات التي يتعرض لها النشطاء في النقاط العسكرية بمداخل المدن والمحافظات.
ودعا إلى رصّ الصفوف، وتوحيد الكلمة، وقال إنه ينبغي اتخاذ موقف بينها "تعميق التصالح والتسامح، وتكريسه"، و"تأمين القبائل الجنوبية حول عدن للعاصمة في حال حصول شيء في صنعاء"، و"معرفة ما يحدث داخل المعسكرات في الجنوب"، و"تفعيل منظمات المجتمع المدني"، و"تشكيل مجالس أهلية لإدارة المناطق"، و"تفعيل الخطاب الديني وتوسيع دائرته والنزول لطلاب العلم الجنوبيين والتدارس معهم"، مؤكداً "وجود تجاوب كبير الآن، بعد أحداث صنعاء".
وعقب الخطبة والصلاة انطلقت مسيرة حاشدة في الشارعين الرئيس والفرعي رافعة أعلام الجنوب ومرددة للهتافات الرافضة لمشاريع الأقاليم، ووقف المتظاهرون في وقفة تضامنية أمام منزل الشهيد حسين اليافعي.
وفي مدينة الحوطة بمحافظة لحج احتشد أنصار الحراك الجنوبي في ساحة التحرير والاستقلال إحياءً لجمعة حملت تسمية "أحرار رغم الحرب والحصار".
وفي خطبتي الجمعة قال الشيخ ياسر علي عوض إن المقاومة الفلسطينية بغزة استطاعت أن تكسر الحصار الذي فُرض عليها ظلماً وعدواناً بأيديهم الشريفة وبصمودهم واستبسالهم ووحدة صفهم يوم أن خذلهم العالم وخذلهم المتشدقون بحقوق الإنسان والمنظمات الدولية.
ووصف وثيقة الوحدة اليمنية بانها وثيقة الظلم والاضطهاد والسلب والنهب وثيقة حصار دولة بأكملها..
وأضاف أن من اهم الأمور التي يجب أن تذكر دائماً تلك المسيرات السلمية والتظاهرات المليونية والمهرجانات الخطابية الداعمة للقضية الجنوبية المدافعة عن حقهم في المقاومة واسترداد ما نهب منهم بالطرق السلمية وهي لاشك ممارسات حضارية ترفع من المعنويات وتزيد في الههم كما تضغط بشكل أو آخر على النظام الدولي وعلى العدو المحتل - حسب تعبيره..
وقال : إننا نقول لمن هم متمسكين بالوحدة اليمنية لن تُكرهونا عليها فقد حدد شعب الجنوب طريقه نحو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية؛ إما أن نعيش أحراراً أو نموت أبطالاً..
من جانبه تحدث عبدالحميد بن سكران- إمام وخطيب الجمعة بساحة الشهيد رامي البر بمديرية تريم بمحافظة حضرموت- عن مباركة أبناء الشعب الجنوبي لكل الخطوات التي تهدف إلى جمع شمل الجنوبيين وتوحيد صفوفهم والخطوات المدروسة والجادة التي من خلالها أُعلن عن انبثاق مجلس تنسيقي بمحافظة حضرموت.
وقال بن سكران إن المجتمع الدولي ينظر بحذر إلى القضية الجنوبية لان الأوان قد حان للبدء في الخطوات المدروسة والتصعيدية لاستلام دفة القيادة في الجنوب, مضيفاً بان المجتمع الدولي أيقن فعلياً بخطورة الوضع بصنعاء وان لا دولة مدنية يمكن أن تُقام في الشمال.
ودعا بن سكران في خطبته إلى تقديم التنازلات من قبل رؤساء بعض المكونات ومن يؤيدونهم لصالح القضية ولصالح الجهود المبذولة للخيرين الذين يسعون بكل الطرق لتقارب وتوحيد المكونات؛ ودعا أيضاً أبناء الشعب الجنوبي إلى التصعيد الثوري والخروج بمسيرات غاضبة في كل المدن والحواضر والبوادي الجنوبية.
إلى ذلك أدى أنصار الحراك بمحافظة شبوة أمس صلاة وخطبتي الجمعة في مخيم الشهيدين "العامري والحبشي" في مدينة عتق عاصمة المحافظة.
وتطرق خطيب الجمعة الشيخ سعيد بن عبدالحق إلى المعاناة التي يعانيها أبناء الجنوب في حياتهم اليومية من ارتفاع للأسعار.
وقال إن أسوأ تدمير تعرض له الجنوب هو تدمير الثقافة والتعليم وتدمير الأخلاق والقيم وقال إننا سنحتاج إلى سنوات طويلة لاستئصال تلك الثقافات الخبيثة بعد التحرير.
كما تحدث الخطيب عن ضرورة مراقبة الأبناء من انتشار الحبوب المخدرة.
ومن جهة أخرى تطرق فضيلته إلى ما يعانيه أبناء الجنوب جراء الجرعة السعرية التي وصفها بالقاتلة, إضافة إلى مجمل المعاناة الأخرى من تواجد هذا الاحتلال البغيض على أرضنا.
وقال "رغم كل ذلك لن تتحول مطالبنا الجوهرية في استعادة أرضنا إلى مطالب حقوقية فهذا ما يطمح إليه النظام".
