أحيا أنصار الحراك الجنوبي جمعة أُطلق عليها "معاً من أجل الجنوب" في عدد من المدن والبلدات الجنوبية.

وقال خطيب الجمعة في شارع مدرم بمدينة المعلا محافظة عدن: إن الله سينتقم للجنوبيين وأن صنعاء ستحترق، وان النظام لن يجد ماءً ولا بحراً لإطفائها، بإذن الله، مردفاً: وهذا عدل الله- حسب ما جاء في سياق خطبتيه. 

وتشفى الشيخ الصبيحي خلال خطبتي صلاة الجمعة بالقول: إن الذين سفكوا دماء الجنوبيين، فإن الله سيخرجها منهم ، كما أخرجوها من الجنوب في الضالع وأبين" وقال إن صنعاء ستُدمر لكنهم لن يجدوا عدن لتستقبلهم، لن يجدوا عدن لتفتح أحضانها لهم.

وأقسم الصبيحي "أقسم بالذي خلقني ستحترق صنعاء بأيديهم، هكذا يفعل الله بالظالمين".

وزعم أن تعهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح بتحويل مدينة عدن إلى قرية قد تحقق؛ حيث "الحمامات البدائية" في عدن، والكهرباء تنقطع لأكثر من ست ساعات.

وقال "إذا سقطت صنعاء بيد الحوثي ستسقط عدن بيد القاعدة"، في إشارة إلى تسهيلات يقوم بها الإخوان المسلمون للقاعدة.

واعتبر أن الاغتيالات التي تحصل في لحج تشير إلى الرغبة في إسقاطها "كما حصل في أبين" بحسب وصفه.

وأضاف "يخرجون من المعسكرات ينفذون الاغتيالات ثم يعودون إليها".

وكانت حملات شبابية قد انطلقت منذ أيام لإعادة الزخم إلى فعاليات يوم الجمعة التي تأثرت بارتفاع درجة الحرارة في الصيف، حيث تقام الخطبة في شارع مدرم وتحت لهيب الشمس.

وعقب الخطبة والصلاة انطلقت مسيرة حاشدة صوب منزل الشهيد حسين اليافعي للتضامن مع أسرته، وردد المتظاهرون في وقفتهم أمام المنزل هتافات تجدد العهد للشهداء وتؤكد السير على طريقهم.

ودعا الشيخ الصبيحي إلى "تشكيل لجان من الشباب في الحارات، لمعرفة من الغريب الذي يدخل"- حد وصفه، مؤكداً انه سيحمل السلاح في وجه القتلة، الذين لا ثقافة لهم إلا القتل، لا حرمة عندهم لطفل ولا لمرأة ولا لشيخ".

وفي محافظة لحج حذر الخطيب عبدالحكيم قاسم القيادات الجنوبية من ضياع قضيتهم نتيجة الصراعات الزائفة بين القوى الثورية الجنوبية.

وقال إن انه في الوقت الذي ينبغي التركيز على دحر نظام صنعاء واتخاذ الأساليب الكفيلة بالسير قدماً باتجاه الهدف الأسمى لشعب الجنوب وهو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، تنشب هناك صراعات بين تلك القوى الثورية الجنوبية, مؤكداً انه من الخطأ أن يصل الحال بشعب الجنوب إلى هذا المستوى, معتبراً ذلك غلطة لم يرتكبها احد في التأريخ القديم ولا في التأريخ الحديث في إضاعة الجنوب.

 وأضاف انه قد يتحدث البعض بالقول :"إن هناك كثيراً من البلدان ضاعت وسيطر عليها الأعداء بسبب ضعف أبنائها وقوة أعدائهم حيث توقفت بلدانهم رهينة للاحتلال الأجنبي"، مستدركاً: لكن في الجنوب نختلف كثيراً عنهم فنحن سلمنا بلدنا لأعدائنا على طبق من ذهب بكل مقدراتها لمن لم يكن يحلم حتى أن ينال منها قبضة من ترابها وكل هذا بسبب تفرق الجنوبيين وتنازعهم- حد قوله.

وفي محافظة شبوة أقيمت خطبتا وصلاة الجمعة في مخيم الشهيدين العامري والحبشي وكان خطيب الجمعة الشيخ سعيد بن عبدالحق.

وتطرق الخطيب إلى العديد من الهموم والمصاعب التي يعانيها أبناء الجنوب والمضايقات اليومية من قبل السلطات وخص بالذكر مؤسسة الكهرباء وقال: يامن تديرون هذه المؤسسة عليكم بتقوى الله في المواطنين وخاصة المرضى وكبار السن في هذا الصيف الحار.

ومن جهة أخرى تطرق الخطيب عبدالحق إلى ما يجري في صنعاء وقال: هذا شأن الفرقاء هناك وليس لنا فيه ناقة ولا جمل. وأضاف: لقد تضرر أبناء الجنوب اشد الضرر جراء الجرعة القاتلة ولكن لن تتحول مطالبنا الجوهرية في استعادة أرضنا من قبضة المحتلين إلى مطالب حقوقية فهذا ما يطمح إليه نظام الاحتلال.

 إلى ذلك قال عبد الحميد بن سكران خطيب ساحة الشهيد رامي البر بمدينة تريم بمحافظة حضرموت إن العناصر الحوثية والإخوانية وغيرها من الحركات المسلحة تحاصر الآن العاصمة صنعاء من كل اتجاهاتها وان سلطات صنعاء لم تحرك ساكناً بل أخرجت الجند والمدرعات لحمايتهم رغم أن أكثرهم مسلحون وينادون بمعادة حكومة الوفاق.

وقال بن سكران إن هذا التصرف يعطي الجنوبيين نظرة بعيدة حول هذه السلطات التي تقابل المسيرات السلمية بالجنوب بالقمع والإرهاب المسلح وبالقتل والاعتقال وتدمير البيوت رغم أن مظاهرات أبناء الجنوب سلمية بحتة ولم يرفع فيها السلاح أبداً.

وعن الجنوب وثورته السلمية تحدث بن سكران قائلاً: إننا في الجنوب احتفالنا قبل أيام بذكرى تأسيس الجيش الجنوبي؛ ذكرى جيش كان يحمي المنطقة من الإرهاب والعناصر المسلحة جيش حيكت له المؤامرات والدسائس من قبل بعض عملاء الحكومات العربية والأجنبية حتى انهزم في حرب 1994 م بفعل المؤامرات الخبيثة التي انتهجتها سلطات صنعاء- حد تعبيره، مضيفاً بان احتفالهم بذكرى عيد الجيش الجنوبي لإيصال رسالة للعالم وللداخل ولجنود الجنوبيين والضباط المسرحين قسراً أن المناضلين سيعيدون تللك الدولة الحديثة والجيش الذي كان يحمي الصغير والكبير, الجيش المهيب الذي سخر إمكانياته للبناء ومساعدة أبناء الجنوب، وقال: إننا نحتفل ليتذكر أبناؤنا تللك المرحلة الذهبية لينضبطوا قليلاً ويصعِّدوا من أعمالهم الثورية المنظمة لكي يستعيدوا دولة الجنوب.

واحتشد العشرات من أبناء مدينة تريم وضواحيها بساحة الشهيد رامي البر بتريم في جمعة أُطلق عليها "معاً من أجل الجنوب".