أطقم مسلحة مجهولة الهوية يستقلها ملثمون لا يُعرف هويتهم سوى شعار الموت الذي يلصقونه في أسلحتهم المتنوعة، حيث تتعرف أيضاً على "الجيتري، والكلاشينكوف، والإسرائيلي، وحتى من لم يرى أو يعف "البازوكة" تتيح له هذه الميليشيات التعرف عليها أيضاً..
ذلك كله وغيره لم يعد استثناءً بمدينة حجة مركز المحافظة، وإنما مشهد يومي انطبع في حياة الناس حيث يجوب العشرات- إن لم يكن المئات- من دوريات مليشيات الحوثي – إن صح التعبير- وسط المدينة وشوارعها وأزقتها بل ومن جوار إدارة الشرطة والمجمع الحكومي، في الوقت الذي اختفت فيه مظاهر وجود الدولة بعد أن تولت الميليشيات مهمتها..
وفي تطور لانتشار جماعات العنف المسلحة في حجة، ظهرت منتصف الأسبوع الجاري ميليشيات حوثية تجوب أرجاء المدينة تستقل أطقم أمنية "شرطة" بعد أن كانت قد ظهرت الأسبوع المنصرم ولأول مرة بأسلحة البازوكة في عرض مسلح نظمته شارك فيه عدد من ضباط وأفراد أمن المحافظة، وسط تجاهل لمجمل تلك الأعمال غير المشروعة والمخلة بأمن واستقرار المواطنين من قبل السلطة المحلية والشرطة العامة بالمحافظة التي لم تتخذ أي إجراء إزاء هذه الأعمال أو من ارتكبوها، وإنما ظل الصمت سيد الموقف.
دعاة الموت وصمت السلطة
هذا الصمت المخزي من الأجهزة المعنية بمحاسبة المتورطين فيها أظهر – بحسب ناشطين وسياسيين – مدى التواطؤ الرسمي من الشرطة ووحداتها المختلفة مع الميليشيات المسلحة بل اعتبره البعض المضي بصورة هادئة في اتجاه تسليم إدارة شؤون المحافظة لدعاة "الموت" خاصة وأن شرطة حجة لم تُنفذ حتى قرارات اللجنة الأمنية الصادر الخميس الماضي والمتعلق باستمرار الدوريات الأمنية ليلاً ونهاراً ومنع التجوال بالدراجات النارية بعد العاشرة مساءً، وإنما غابت عن المشهد العام والمهمة الرئيسية لها لتقوم تلك الميليشيات بمهمة الدوريات الليلية والنهارية، وبأطقم الشرطة..
دعوات ناشطين وحقوقيين سبق لـ"أخبار اليوم" أن تناولتها خلال الأشهر الماضية لوزارة الداخلية ممثلة بوزيرها الترب للنظر في شؤون محافظة حجة الأمنية والاختلالات التي يشهدها هذا الجهاز المهم في حياة المواطنين واستتباب حياتهم بمختلف الجوانب, غير أن تلك الدعوات والنداءات لم تلقَ استجابة لدى الوزارة، ولقيت تجاهلاً من الحكومة، في الوقت الذي تزداد فيه وتيرة السير نحو التأزيم لأمن المواطنين دون أن يلمس المواطن أي دور للشرطة بهذا الشأن.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصل حد دعم ومساندة أعمال الهمجية وانتشار السلاح والميليشيات من قبل منتسبي الشرطة، بدلاً من العمل على الحد من هذه المظاهر "أخبار اليوم" كانت قد تناولتها بالصور قبل أيام, فهل سينتظر الترب ووزارته تطورات أكثر حدة ليقوم بالفحص والتقصي حول ما يعتمل في جهاز شرطة المحافظة, أم أن الصمت سيطول حتى تتفاقم الأوضاع؟!..
