حتى لا تكون الموافقة؛ موافقة تابعين ولا يكون الاعتراض لمجرد الاعتراض على قرار الحكومة، نكمم أفواهنا بالصبر إلى هذه اللحظة في انتظار مسؤول ومختص في الدولة (رئيس الجمهورية, رئيس الوزراء أو وزير المالية) يوضح لنا حقيقة جدوى الإصلاحات الاقتصادية المقرة أخيراً برفع الدعم عن المشتقات النفطية بعيداً عن لغة الخطابة, وما من حاجة إلى تبني حملات عبثية تحت مسمى التوعية بالقرار.
أطل عليا سروراً وانتهى ما بين أول سطر وآخر سطر وانا أطالع الأخبار واقرأ أن اجتماع عقد اليوم في مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية ليعطي توضيحات حول الاقتصاد بعد رفع الدعم عن المشتقات النفطية, أخيراً وجدت من سيوضح لنا حقيقة ما يجري لان الغموض يكاد يبتلع رؤوسنا .
فتشت في الخبر من أوله إلى أخره ولم اجد سوى نذير بزيادة عدد الداخلين تحت خط الفقر متمثلاً في اعتماد 250 الف حالة جديدة في الضمان الاجتماعي, والشيء الثاني صرف علاوات الموظفين التي هي بالأساس حق مسبق متأخر دفعه, وهذه تعد بأنها باب للمصروفات التي لا تعود بالدخل, يعني زيادة في العبء على الحكومة فأين الجدوى الاقتصادية في ذلك.
مازلنا نعقد الآمال في أن السيد الرئيس سيقدم توضيحاً محفوفاً بالأرقام وبشكل تفصيلي شفاف وبجدول زمني لحقيقة الإصلاحات الاقتصادية ومستوى التحسن المعيشي الذي سيلمسه المواطن في كل مرحلة مزمنة ابتداءً من لحظة اتخاذ القرار ليتسنى لأبناء الشعب حماية المال العام من أيادي الفاسدين, ومن المهم أيضاً كسب ثقة المواطن بالتطرق بشكل واضح إلى ما المعاناة التي قد تنتج عن القرار ومدتها الزمنية.
· ومن الأمور المطروحة والمعلن عنها بأن بقية المبلغ الذي سوف توفره الحكومة من خلال قرار رفع الدعم سوف يوجه للتعليم والصحة ولقِطاع الطرق، طبعاً هذا شيء مؤسف حقاً لثلاثة أسباب هي:
أولاً: رائحة الفساد في هذه القطاعات. ثانياً : نحن نتحدث في هذا الظرف العصيب الذي يمر به اليمن عن جدوى اقتصادية لانعاش الاقتصاد وليس عن فتح أبواب لتصريف المال.
ثالثاً : الحكومة تعرف أن الدعم الخارجي دائما ما يكون مشروط وغالبا ما يكون لمثل هذه القطاعات الغير إيراديه.
أليس من الأولى أن نستفيد من الوفر الناتج عن رفع الدعم وتصريفه في المشاريع الاستثمارية التي سوف توفر فرص عمل دائمة والمشاريع التي تؤدي إلى زيادة في النمو الاقتصادي.
الحقيقة شيء جميل ومثمر أن تضمنت الجدوى الاقتصادية المطروحة ضمن بنودها إصلاح مصفاة عدن , أما فيما يخص زيادة سعة التخزين النفطي من الأهمية نفرد له مقال خاص به.