نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصدر عسكري في محافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن تأكيده بأن عناصر القاعدة سيطرت على وادي حضرموت بالكامل، فارضةً على السكان أوامرها وأحكامها، في وقت يستعد فيه الجيش لحملة أمنية واسعة النطاق في المنطقة.
وأشار المصدر إلى أن «السلطات المحلية في وادي حضرموت، غير موجودة، والقاعدة هم من يديرون شؤون المنطقة»، موضحاً أن الجيش أرسل تعزيزات ضخمة، إلى حضرموت تمهيداً لشن حرب ضدهم، بعد طردهم من معاقلهم الرئيسية في محافظتي شبوة وأبين في مايو (أيار) الماضي.
وعلى النقيض من ذلك نفى قائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء الركن/ عبد الرحمن الحليلي صحة الأنباء التي تحدثت عن سيطرة القاعدة على وادي حضرموت، مؤكداً أن وادي حضرموت وغيره من مناطق المحافظة تحت سيطرة الدولة، نافياً صحة الأنباء التي تحدثت عن سيطرة عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي على وادي حضرموت.
وفي تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ).. دعا الحليلي وسائل الإعلام وخاصة صحيفة الشرق الأوسط التي زعمت في عددها الصادر أمس عن سيطرة عناصر من القاعدة على وادي حضرموت إلى تحرى صحة ومصداقية أخبارها قبل النشر وألاَّ تتسرع في نشر معلومات غير صحيحة منسوبة إلى مصادر عسكرية إلا بعد العودة والتأكد من الجهات المعنية للتحقُّق منها.
من جهته وصف الباحث المتخصص في شؤون القاعدة/ عبد الرزاق الجمل، ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط عن المصدر العسكري تصريح مُبالَغ فيه، مشيراً إلى أن القاعدة متواجدة في مناطق يمنية أخرى ولها حضور أكبر في حضرموت لكنها ليست مسيطرة على منطقة الوادي..
ولم يستبعد الجميل أن تكون هناك جهات في السلطة تبحث عن دعم خارجي لحملة عسكرية ضد عناصر القاعدة، تكون مثل هذه التسريبات التي أوردتها [الشرق الأوسط] من مصلحة هذه الجهات، وذلك في محاولة لتكرار ما حدث في الحملة السابقة في محافظتي أبين وشبوة.
ولفت الجمل إلى أن الدول الخارجية التي تتبنّى الحرب ضد القاعدة ستكون مناشدة لأية حملة عسكرية أو حربٍ تشنها السلطات اليمنية ضد الإرهاب، إلا أنه قال إن الداخل اليمني لن يكون متجاوباً مع رغبات الخارج في الحرب على عناصر القاعدة، كما كان تجاوبه سابقاً، لافتاً إلى أن الخارج, لاسيما أميركا سيدة الحرب على الإرهاب يهمها القيام بعمل عسكري ضده القاعدة ولا تكترث لنتائجها وهي لم تحظَ بنتائج إيجابية في حربها هذه منذ عشر سنين..
وفسّر الجمل ما يراه من أن اليمن لن تتجاوب كتجاوبها في الفترة السابقة، بكونها تدرك أن الحملة العسكرية السابقة ضد القاعدة لم تحقق أية انتصارات، كما أن هناك استياء من انتقامية النظام اليمني في التعامل مع الجماعات المسلحة حيث تتواطأ الحكومة مع جماعة مسلحة تسيطر وتزحف شمال الشمال، بينما تحرك الأولوية العسكرية ويخرج الجيش عن الحياد حين يتعلق الأمر بالقاعدة.
