ارسلت القيادة العليا للقوات المسلحة والدفاع والأركان وقيادة المنطقة العسكرية السادسة تعزيزات عسكرية كبيرة تقدر بعشرات الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود والذخائر والأطقم العسكرية من العاصمة صنعاء باتجاه الشمال الغربي صوب عمران لتعزيز وحدات الجيش والأمن وفي طليعتها اللواء الـ310 مدرع الذي يواجه مليشيا جماعة الحوثي المسلحة منذ نحو ثلاثة أشهر في محيط ومداخل المدينة وذلك بهدف فك الحصار عن سكان مدينة عمران ومواطنيها وعن بعض مواقع الجيش وحامياته العسكرية والنقاط الأمنية.

وأكدت مصادر خاصة لـ " أخبار اليوم" أن الحملة التي غادرت العاصمة منتصف الليلة الماضية في طريقها إلى عمران تأتي ضمن استعدادات قتالية غير مسبوقة للجيش لشن حملة لتطهير الأطراف والطرقات المؤدية إلى مدينة عمران ولاجتثاث خلايا الحوثي النائمة في مدينة عمران ومحيطها وكانت" أخبار اليوم" قد نشرت في عددها يوم أمس خبراً عن صدور توجيهات رئاسية عليا إلى الدفاع والأركان و قيادة المنطقة العسكرية السادسة لرفع الجاهزية القتالية إلى الدرجة القصوى ولخوض المواجهات ودخول المعركة مع مليشيا الحوثي المتمردة.

وعلى صعيد الوضع الميداني تشهد مدينة عمران وبعض أحيائها الشمالية والغربية مواجهات عنيفة وحرب شوارع على مدار الساعة ابتداءً من شارع الأربعين ومنطقة شبيل وحي السلطان وبيت الفقيه وحي المطار والجامعة القديمة إلى شارع البشيري والجبوبة ووصولاً إلى سوق الليل وحي شرارة المتاخم للجنات في الجهة الشمالية ولم تتوقف المواجهات في تلك المنطقة خلال الأربعة والعشرين الساعة المنصرمة.

كما شهدت المناطق والقرى الجنوبية والشرقية المتاخمة للمدينة مواجهات عنيفة مازالت مستمرة حتى لحظة كتابة هذا الخبر حيث تتبادل المواقع العسكرية في سودة عدان المطل على المجمع الحكومي والمرحة الواقعة شرقي المصنع وجنوبي اللواء 310 ونقطة الورك العسكرية الواقعة شرق المدينة وإلى الشمال من المجمع الحكومي تتبادل القصف المدفعي مع مليشيا الحوثي المتمركزة في جوار الجامعة الجديدة بمنطقة قهال وبيت الضلعي وفي بني زيد والدربين وبيت عامر والتي فشلت في إسقاط موقع سودة عدان والمجمع الحكومي بعد معارك ضارية مازالت مستمرة منذ يومين ودخلت يومها الثالث.

وفي السياق وبعد يوم واحد فقط من تفجير مليشيا جماعة الحوثي دار القرآن الكريم النسوي بحي بيت الفقيه شمال المدينة أقدمت عناصر المليشيا الحوثية يوم أمس على تفجير دار أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب بحي شرارة الواقع شمال المدينة كما أقدمت على تفجير بيوت عدد من المواطنين من آل داؤود ومنزل الشيخ صالح الحاذق وقتلت عدداً من آل الحاذق وآل داؤود واختطفت " إبراهيم " نجل الشيخ صالح الحاذق.

وأضافت مصادر محلية أن مليشيا الحوثي قتلت صاحب أحد الفنادق في منطقة سوق الليل كما احتلت عدداً من البنايات في حي شرارة وإدارة المرور وأمام سوق الليل وفي شارع البشيري ووصولا إلى عمارة القاسي " مكتب الصحة والسكان بالمحافظة " وتتأخذ من تلك المباني التي استولت عليها بقوة السلاح أماكن لقنص المواطنين كما قطعت الطرقات ما بين الجنات وعمران ومنعت نقل الجرحى أو انتقال المرضى في تلك الطرق.

وأكدت المصادر أن مليشيا الحوثي احتلت مدرسة الجبوبة والمركز الصحي ويقومون بمهاجمة الجيش منها كما يقومون بتكديس الأسلحة في مسجد عثمان بن عفان في الحي ذاته وتحدثت مصادر إعلامية وناشطين في عمران عن استهداف الحوثيين لمنزل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر بالجنات والذي يقع من ضمنه مقر حزب التجمع اليمني للإصلاح بالمحافظة بقذائف الهاون, كما استهدفت وفق تلك المصادر منازل أخرين في المنطقة من ضمنهم منزل الشيخ علي صالح الأشول.

وشهدت مدينة عمران حالة نزوح كبيرة ومآسٍ إنسانية على مداخل ومخارج المدينة التي اكتظت يوم أمس بمئات الأسر وألاف النازحين معظمهم من النساء والأطفال وارتكبت مليشيا الحوثي جرائم بحق هؤلاء بما فيها منعهم واحتجازهم في مداخل المدينة بعد خروجهم منها وكذا القيام بإجراءات التفتيش التعسفية للنساء والأطفال لا سيما في منطقة بيت عامر شرقي المدينة، كما وجه مستشفى عمران وناشطون في مدينة عمران ومدينة الجنات نداءات استغاثة إنسانية للمنظمات الإنسانية والحقوقية وللصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر اليمني بالتدخل لدى مليشيا جماعة الحوثي التي تقطع الطرقات وتمنع إسعاف الجرحى داخل المدينة ومحيطها إلى المستشفيات سواء بالمدينة أو إلى العاصمة. كما جدد مستشفى عمران نداء استغاثة عاجل بخصوص نفاد الأدوية وعلى رأسها أسطوانات الأكسجين التي يجب وصولها إلى المستشفى لمعالجة مئات الجرحى والمرضى وأن مئات الحالات مهددة بالموت في ظل قيام مليشيا الحوثي المسلحة بحجز ثلاثين أسطوانة أكسجين في منطقة بيت الضلعي على المدخل الشرقي للمدينة قادمة من صنعاء وهي مخصصة لمستشفى عمران كما تحتجز مليشيا الحوثي عدداً من سيارات الإسعاف على الطرق وسيارات أدوية بما يهدد بموت المئات وهو ما يعد من جرائم حرب ضد الإنسانية التي يعاقب عليها القانون الدولي والمواثيق الإنسانية.

ويأتي هذا في سابقة خطيرة ويحمل الناشطون مليشيا الحوثي وقياداتها, المسؤولية عن هذه الجرائم ضد الإنسانية ويطالبون قيادة الدولة والمنظمات المعنية الدولية العاملة في اليمن التدخل لإنقاذ المئات من الجرحى والمرضى.

إلى ذلك كانت اللجنة الرئاسية بعمران قد عقدت اجتماعاً لها صباح امس واعتبرت أن أي استهداف لمدينة عمران أو ترويع لأهلها خطاً أحمر ودعت إلى الالتزام بما تم الاتفاق عليه من اتفاقيات بما يحقق الأمن والاستقرار وحقن الدماء وتنفيذ مخرجات الحوار وفق وكالة الأنباء الرسمية.

وكان الأستاذ / احمد البكري ـ عضو اللجنة الرئاسية ـ قد انسحب في بداية الاجتماع وقالت مصادر أن انسحابه كان بسبب تساهل اللجنة مع المليشيات الحوثية واستمرار صمتها وسكوتها على ما تقوم به من جرائم وهجوم على الجيش والمواطنين في عمران منذ شهرين حتى اليوم وعدم التزام هذه المليشيات بالاتفاقات المعقودة معها.

وعلى صعيد متصل أكدت مصادر محلية أن الطيران الحربي نفذ عدداً من الغارات على مواقع مسلحي الحوثي في منطقة بيت النجار بغولة ذيفان, حيث تم استهداف ثلاثة أطقم جوار المدرسة كما نفذ الطيران غارات على مواقع مفترضة للحوثي في بيت عامر وبني الزبير في محيط ضين ولم ترشح معلومات عن نتائج تلك الضربات الجوية.