أكد رئيس فريق الإشراف الوزاري على امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية بمحافظة عدن أن جميع المراكز الامتحانية شهدت هذا العام تفشياً لظاهرة الغش بشكل مخيف.

وكشف القباطي في تصريح لـ(أخبار اليوم) عن إحالة 75 حالة مخالفة، للتحقيق، مشيراً إلى أربع حالات انتحال شخصية ضبطت في المراكز الامتحانية بعدن.

وأوضح بأن الغش في عدن متفاوت، حيث هناك غش منظَّم داخل القاعات وغش شعبي داخل القاعات وفي الممرات وفي ساحات المراكز وقال إن ظاهرة الغش قضية متراكمة والكل يشارك في تفشِّيها بشكل مخيف ومرعب داخل محافظة عدن التي كانت تُعرَف بالعلم ومنارة للثقافة والمدنية ــ حسب تعبيره .

ولفت إلى أن السلطة المحلية بمحافظة عدن كان دورها غائباً في عملية الامتحانات، وقال: اجتمعنا مع المحافظ واُتُّخِذت قرارات لم تُنفَّذ فيما يخص الناحية الأمنية للمراكز الامتحانية، مضيفاً: إن رجال الأمن كانوا يتدخلون في أعمال المراكز الامتحانية ويسهّلون دخول المواطنين وأولياء الأمور إلى المراكز الامتحانية من أجل القيام بالغش لأبنائهم وأقربائهم.

 وفيما نوه إلى أن اللجنة الفرعية للامتحانات في المحافظة لم تقم بدورها بشكل الكامل، تطرق إلى سوء اختيار رؤساء المراكز الامتحانية ..

وقال: إن اللجنة الفرعية في مدينة عدن لم يكن لديها بدائل أخرى لاتخاذ إجراءات ضد المخلين بالعملية الامتحانية " حيث لم تتمكّن من تغيير رئيس مركز أخلَّ بمهامه؛ لعدم وجود قائمة احتياط، كما لم يجرِ استبدال ملاحظين أخلُّوا بأدائهم؛ الأمر الذي جعلهم يستمرون في وضعهم إلى آخر يوم من الامتحانات، مؤكداً أن الامتحانات في محافظة عدن لم تحقق أي معايير من معايير الامتحانات المتعارف عليها.

وأشار إلى أنهم استطاعوا وبالتعاون مع اللجنة الفرعية بالمحافظة الحد من ظاهرة خروج الطلاب إلى الشوارع وحصر هذه الظاهرة في داخل ساحات المدارس أو المراكز الامتحانية, لكن كان الوضع سيئاً من قِبَل الجميع حتى من قِبل رؤساء المراكز، وقال: إن الطلاب كانوا يخرجون من القاعات إلى ساحة المراكز الامتحانية بدفاترهم ورؤساء المراكز الامتحانية والمشرفين تحت المكيفات والطلاب في الممرات دون أن يتخذوا أية إجراءات, مؤكداً أن هذه الحالات ضبطها المشرفون، مشيراً إلى أن اللجنة الفرعية غير مُعفاة من المسؤولية لتقصيرها تجاه رؤساء المراكز..

ونوه إلى أن المماحكات السياسية الموجودة كان لها دور في تردي عملية الامتحانات داخل محافظة عدن، لافتاً إلى أن تربويين يتهم اللجنة الفرعية أنها أحيلت على أساس حزبي وقامت بتهميش مدراء التربية في المديرية، مضيفاً: إن عدم الانسجام بين إدارة التربية في المديريات ومكتب التربية أدى إلى ارتكاب هذه المخالفات، إضافةً إلى أن عدم اتخاذ إجراءات رادعة ضد المُخلِّين في السنوات الماضية أدى إلى تفشي ظاهرة الغش ــ حد قوله..

وأفاد أنه لم يتم اتخاذ إجراءات لمنع دخول الطلاب بالهواتف النقالة إلى قاعات المراكز, منوهاً إلى أن الطلاب يدخلون إلى القاعات بتلفوناتهم وكتبهم ولم يُتخذ أي إجراء ضدهم، محملاً المسؤولية في ذلك رؤساء المراكز والملاحظين بداخل اللجان.

وتمنّى أن يتم اتخاذ إجراءات رادعة ضد المخلين وقال إنه بدون اتخاذ إجراءات, فمن الأفضل أن تُلغى عملية الامتحانات نهائياً؛ حيث لا يشرف أحد إلى حد أن تكون التربية والتعليم بهذه الوضعية التي وصلت إليها الامتحانات، وقال: إن الغش منتشر في جميع أنحاء المحافظات, لكنه في عدن كان بشكل مخيف، مضيفاً: (الكل: الملاحظ "رئيس المركز، الأمن، التربويون) يريدون أن يغششوا أبناءهم والاكاديميون يريدون أن يغششوا أبناءهم, هذا ما كان يحدث في مدينة عدن..

وقال القباطي: أتمنى أن يكون الوزير جاد فعلاً في اتخاذ إجراءات رادعة؛ حتى لا تكرر هذه المأساة في الأعوام القادمة ومشيراً إلى انه وبعد عملية تسرُّب أسئلة الامتحانات في بعض المواد واتخاذ إجراء باستبدالها بنموذج واحد ساعد هذا الإجراء على تهدئة الوضع, وبالتالي عدم خروج الطلاب إلى الشوارع مستدركاً: بأن الغش كان بشكل واضح بداخل القاعات واللجان الامتحانية.

وشكر القباطي في ختام تصريحه صحيفة أخبار اليوم على اهتمامها بعملية الامتحانات في عموم محافظات الجمهورية وتغطيتها لعملية للامتحانات سنوياً.