في الأيام الأولى لشهر رمضان..

الحديدة.. طقس ساخن.. انطفاءات طويلة.. انعدام تام للمشتقات.. واستمرار طفح المجاري

2014-06-30 05:43:50 أخبار اليوم/ فتحي الطعامي


يعيش أبناء محافظة الحديدة أوضاعاً صعبة مع الأيام الأولى لشهر رمضان المبارك.. فهذا الشهر الكريم والذي يفترض أن يكون شهر صوم وسكينة واستقرار يتفرغ فيه العباد للأعمال الصالحة والتقرب إلى الله إضافة الى الأعمال الدنيوية.. باتت أيامه أصعب أقسى من لياليه.. المواطن في محافظة الحديدة يعاني اليوم وخلال هذه الأيام من انعدام المشتقات النفطية سواء البترول أو الديزل وحتى الغاز المنزلي.. والكهرباء أصبحت المنغص والمكدر الأكبر لأبناء محافظة الحديدة الذين يعيشون أيام الحر الملتهب.. إضافة الى تردي بقية الخدمات فالصرف الصحي هو الآخر مأساة لا تفارق أبناء مدينة الحديدة..



يجمع غالبية أبناء محافظة الحديدة أن أيامهم تزداد سوءاً يوما بعد يوم.. بسبب ما يعانوه من تردي الخدمات وغيابه في الغالب.. لكنهم كانوا يتوقعون أن تقوم الدولة بواجبهم اتجاه هذه المحافظة المسالمة في طبيعتها والبعيدة عن المشاكل.. خاصة في مثل هذه الأيام المباركة أيام شهر رمضان المبارك..

لكنه- ومن الساعات الأولى لدخول الشهر الكريم- والحديدة تعاني أزمات خانقة وظروفا قاسية تمثلت في غياب المشتقات النفطية بكل أنواعها.. فالعديد من المحطات النفطية ومنذ الأيام الأولى لشهر رمضان المبارك أغلقها أصحابها تحت مبرر انعدام النفط, الأمر الذي أدى الى تزاحم كبير أمام المحطات الحكومية التابعة لشركة النفط رغبة في الحصول على بضع لترات من النفط, لكن ما قد يحصل في الغالب هو نفاذ الكمية وعدم تغطيتها كل أولئك الواقفين في الطوابير وما يشكل نكبة للمواطنين المرابطين في تلك الطوابير لساعات طويلة..

بعض أصحاب المحاط الخاصة قالوا إنهم اضطروا لإغلاق محاطهم كون فرع الشركة بالحديدة لم تزودهم بالكميات المحددة والكافية.. بل إن الفترة الماضية كان يتم صرف كميات أقل من المعتمد, الأمر الذي تسبب في جعل محاطهم تغلق بمجرد نفاذ الكمية..

الغاز المنزلي شهد انعداما ملحوظا خلال اليوم الأول من أيام شهر رمضان المبارك.. حيث شهدت الطوابير الطويلة والكثيفة للمواطنين الذين يريدون استبدال دبات الغاز الفارغة بأخرى مليئة وأصحاب السيارات التي تعمل على الغاز يقفون أمام محطات الغاز المغلفة أصلاً..

وقال العديد من المواطنين الموجودين في تلك الطوابير إنهم يرابطون في تلك الطوابير منذ آخر يوم من شهر شعبان (يوم الجمعة) وحتى اليوم الأول من شهر رمضان أملا منهم في الحصول على دبة غاز منزلي لكن دون جدوى..

وطالب المواطنون من الدولة سرعة توفير مادة الغاز المنزلي, خاصة في شهر رمضان المبارك وذلك لأهميته خاصة في مثل هذه الأيام..

أزمة المشتقات النفطية أسهمت في رفع تكلفة المواصلات والتي تضاعفت في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك تحت مبرر انعدام المشتقات النفطية..

الكهرباء.. إنطفاء مستمر

خدمة الكهرباء المتردية ومنذ اليوم الأول بل منذ الساعات الأولى من شهر رمضان المبارك والمواطنون يعانون من الانطفاءات الطويلة والمتكررة, حيث وصلت خلال اليوم الأول والثاني من شهر رمضان المبارك الانطفاءات الى 15 ساعة يوميا موزعة على طويل اليوم لكن المعاناة الحقيقية هو تلك الانطفاءات التي تحصل أثناء الإفطار وأثناء السحور وهو ما يزيد من معاناة المواطنين.. ناهيك من أن هذه الإنطفاءات يتم تنفيذها والحديدة تعيش في فصل الصيف الساخن واللاهب ..

أصحاب المحلات التجارية والبوفيات أكدوا أنهم يعانون خسائر مالية كبيرة نتيجة وضع الكهرباء.. بل إن بعضهم أغلق محله نتيجة تلك الانطفاءات ..

وقال عدد من أصحاب البوفيات وأصحاب المحلات التجارية إن الوضع هذه الأيام لا يسر فهم يأملون في تحريك الوضع الاقتصادي الراكد في محافظة الحديدة في هذه الشهر الكريم كون رمضان موسم للتجارة في المحافظة لكن وضع الكهرباء قد عكر الحياة التجارية.. ناهيك من أن المولدات التي معهم توقفت بسبب انعدام الديزل..

وناشد المواطنون من رئيس الجمهورية والمحافظ صخر الوجيه, العمل على توفير الكهرباء لأبناء محافظة الحديدة في هذه الأيام المباركة ومراعاة للطقس الحار الذي يعيشونه..

كما طالب المواطنون بضرورة أن يتم رفع نصيب المحافظة من خدمة الكهرباء عن طريق حذف الانطفاءات التي يمارسها عليهم التحكم المركزي أو التقليل منها..

العديد من المواطنين وفي اليوم الأول والثاني من شهر رمضان المبارك عبروا عن استيائهم لما تعيشه خدمة الكهرباء عن طريق إحراق الإطارات وإيقاف حركة السير في العديد من الشوارع الرئيسية في الحديدة منا حصل في شارع جمال وشارع موسى وشارع القصر بالحديدة ..

التحكم الفرعي بالحديدة أكد ان قضية الانطفاءات ملزم بها من قبل التحكم المركزي الوطني في صنعاء وانه لا يستطيع أن يتم التقليل منها إلا عن طريق توجيهات من قبل التحكم المركزي وهذا لا يمكن – حسب رأيه أن يتم إلا عبر توجيهات عليا..

 صرف صحي طافح

كما أن خدمة الصرف الصحي هي الأخرى يعاني منها أبناء محافظة الحديدة بسبب الطفح المستمر في شوارع مدينة الحديدة خاصة في شوارع غليل وأروى والدهمية والحوك والزعفران وغيرها من الشوارع ..

وبالرغم من المطالبات المستمرة من قبل المواطنين بضرورة التحرك السريع لإيقاف هذه الطفح للمجاري والتي يتزايد يوما بعد يوما ويخشى ان تكرر مأساة العام الماضي في شهر رمضان عندما تزايدت حالات الطفح وتحولت مدينة الحديدة الى ما يشبه بحيرة مجاري..

وعبر المواطنين عن استياءهم من أن يتم إهمال مشكلة الصرف الصحي الطافح في شوارع مدينة الحديدة في مثل هذه الأيام المباركة حيث يخشون من انتشار الأوبئة والأمراض لأبنائهم وكذلك الروائح المقرفة..

تكرار انقطاع الكهرباء وفي جانب آخر ما تزال العديد من الحارات والأحياء في مدينة الحديدة تعاني من انقطاع المياه عنها لأسباب عديدة منها وكما تقول المؤسسة انعدام الديزل التي تعمل بواسطتها مضخات المياه.. أو بسبب الأعطال التي تحصل في المحابس – حسب تصريح نائب مدير المؤسسة العامة للمياه بالحديدة.

ودعا المواطنين من المحافظ صخر الوجيه التوجيه الى مؤسسة المياه والصرف الصحي العمل على شفط المجاري الطافحة وكذا العمل على إعداد خطة لتأهيل وإصلاح شبكة الصرف الصحي المنهار بالحديدة منذ سنوات في مدينة الحديدة.. وكذا ضرورة توفير مادة الديزل للمؤسسة حتى لا يعاني أبناء المحافظة من انقطاع المياه عن بعض أحياء مدينة الحديدة..

هذا المعضلات كانت ضمن المطالبات والمتمثلة بضرورة توفير الخدمات وفي مقدمتها خدمة الكهرباء وكذا معالجة مشكلة الصرف الصحي من القضايا التي طرحتها المكونات والكيانات والنقابات في الحديدة على طاولة المحافظ صخر الوجيه من الأسبوع الأول لتعيينه.. حيث طالبته تلك الكيانات بوضع حلول ناجعة لحل تلك المشكلات لما من شأنه التخفيف عن أبناء محافظة الحديدة ومعالجة وضع تلك الخدمات سواء المتردية أو المنهارة منذ سنوات.. وهو ما وعد المحافظ صخر الوجيه على العمل الجاد خلال المرحلة القادمة على العمل لمعالجتها..

هذا وتبقى محافظة الحديدة هي المحافظة المنكوبة منذ سنوات بسبب تردي الخدمات الحكومية سواء الكهرباء او الصرف الصحي وكذلك المشتقات النفطية المنعدمة خلال هذه الأيام.. ويبقى مع ذلك أمل المواطنين في أن يقوم المحافظ صخر الوجيه بمعالجة وإزالة تلك المعضلات التي باتت مصادر وأسباب تكدر نفوس أبناء محافظة الحديدة في مثل هذه الأيام ..

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد