يفتتح وزير الخارجية البريطاني/ وليام هيج- اليوم في لندن- الاجتماع السابع لمجموعة أصدقاء اليمن برئاسة مشتركة من قبل وزير الخارجية الدكتور/ ابوبكر القربي ووكيل وزارة الخارجية السعودية للشؤون الاقتصادية والثقافية الدكتور/ يوسف السعدون والوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط/ هيو روبرتسون ووزير التنمية الدولية/ آلان دنكن.

وفي السياق كشف وزير الخارجية الدكتور/ أبو بكر القربي عن مضامين الآلية الجديدة المقترحة لعمل مجموعة أصدقاء اليمن.

وذكر القربي أن الاجتماع السابع لمجموعة أصدقاء اليمن- الذي ينعقد اليوم الثلاثاء في العاصمة البريطانية لندن- يكمن في تدشين آلية عمل جديدة للمجموعة, فضلا عن كون الاجتماع سيبحث- بالتعاون مع الشركاء الدوليين- آليات تحريك تخصيص بقية التعهدات المالية المعلنة من قبل المانحين لليمن والبالغ قيمتها 8 مليارات دولار.

وأوضح أن فكرة عمل الآلية الجديدة تقوم على أساس وجود فرق عمل اختصاصية مهمتها النظر في التحديات التي تواجه اليمن سياسيا واقتصاديا وأمنيا وتحديد أولويات ومتطلبات المعالجة.

وبحسب القربي فإن فرق العمل ستعمل بتنسيق داخلي وخارجي من خلال وجود خبراء يمنيين وأجانب في رئاسة تلك الفرق.

وقال: "إن اللجنة السياسية ستكون رئاستها مشتركة بين اليمن السعودية، فيما ستكون رئاسة المجموعة الاقتصادية مشكلة من اليمن ممثلة بوزارة التخطيط وخارجيا من البنك الدولي، في حين ستكون الرئاسة في اللجنة الأمنية لليمن والولايات المتحدة".

ولفت إلى أن دور هذه المجموعات سيكون محوريا في التحليل الفني للمشكلات اليمنية وتحديد أولويات الحلول وإعداد التقارير النهائية التي ستقدم إلى الاجتماع الوزاري القادم لمجموعة أصدقاء اليمن.

 وأشار القربي إلى أن آلية العمل الجديدة لا تعني سرعة إنجاز المهام المطلوبة بخاصة وأن الإنجاز يرتبط بصورة مباشرة بعوامل أخرى منها سياسات الإصلاح الاقتصادي في البلد والجانب الأمني والاستقرار السياسي وتضارب المواقف السياسية لدى الأحزاب التي تجعل المانحين الدوليين في الكثير من الأحيان مترددين.

من جهتها أكدت السفيرة البريطانية في اليمن "جان ماريوت" أن هذا الاجتماع يمثل فرصة لتشجيع صندوق النقد والبنك الدوليين والأجهزة المالية الدولية الأخرى للعمل مع الحكومة اليمنية للبدء في عملية الإصلاحات الاقتصادية, مشددة على أهمية هذه الإصلاحات لتعافي ونمو الاقتصاد اليمني.

ويعد هذا الاجتماع السابع لمجموعة أصدقاء اليمن منذ تأسيسها في العام 2013، وتضم المجموعة 39 دولة ومنظمة دولية تعهدت جميعها بدعم العمل مع الحكومة اليمنية لبناء مستقبل أفضل للشعب اليمني.

وتظل مجموعة أصدقاء اليمن ومنذ بداية عام 2012 الداعم الرئيسي لمبادرة مجلس التعاون الخليجي واليته التنفيذية.

وتأتي تصريحات الدكتور القربي في وقت حاولت مصادر من الرئاسة اليمنية تسريب أخبار ومعلومات تهدف في مجملها, تحميل الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية مسئولية فشل مؤتمر أصدقاء اليمن في حين يرى مراقبون اقتصاديون أن مسألة فشل مؤتمر أصدقاء اليمن تحصيل حاصل لفشل الحكومة اليمنية ككل والرئاسة على وجه التحديد في إنجاز الالتزامات التي عن الجانب اليمني والتي من شأنها تحفز المانحين وفي مقدمتها الدول الشقيقة على تدفق المنح والمساعدات لليمن والوفاء بما تم التعهد به خلال المؤتمرين السابقين.

وأشار المراقبون إلى أن محاولة الرئاسة اليمنية تسريب مثل هذه المعلومات لا تعدو عن كونها محاولة هروب فاشلة في مواجهة الواقع الذي تمر به البلاد من جهة ومحاولة فاشلة تسعى بعض الأطراف المقربة من الرئيس هادي لتحميل الدكتور القربي مسئولية فشل هذا المؤتمر ـ الذي أكدت السفيرة البريطانية منذ وقت مبكر أنه لن يكون مؤتمر جمع منح "مساعدات" قدر ما سيكون مكاشفة وقول الحقيقةـ حيث تسعى تلك الأطراف إلى جعل الدكتور القربي كبش فداء أمام أي تغيير حكومي قادم بذريعة فشله في رئاسة الوفد الممثل لليمن بمؤتمر المانحين من جهة ثانية.

وأبدى المراقبون استغرابهم بلجوء أطراف مقربة من الرئاسة اليمنية إلى مثل هذه الأساليب على حساب سمعة اليمن في حين أن الجميع يدرك أن فشل السلطات اليمنية- ممثلة بالرئيس هادي وحكومة الوفاق- في تحقيق ولو جزء بسيط من الالتزامات التي يتم إقرارها قبيل وبعد مؤتمر الحوار الوطني وبعد مؤتمر المانحين السابق, مؤكدين- في الوقت ذاته- أن حرص الرئيس هادي على إنجاح مؤتمر المانحين السابق بدا واضحاً منذ البداية من خلال قيام الرئيس هادي برئاسة وفد اليمن ودفعه لحكومة الوفاق- قبيل انعقاد المؤتمر السابق- لإعداد الدراسات والخطط الخاصة بهذا المؤتمر والذي يعكس حرص السلطات اليمنية وقدرتها على استيعاب المنح والمساعدات التي التزم بها أصدقاء اليمن.