احتشد عشرات الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي ـ أمس الأحد ـ في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت, معلنين رفض الدولة الاتحادية التي تقرر إقامتها في البلاد وفق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومطالبين باستقلال الجنوب " الانفصال" والعودة إلى ما قبل 22 مايو 1990م وذلك بمناسبة الذكرى العشرين لاندلاع حرب صيف عام 94م في 27 أبريل من مدينة عمران شمال البلاد.

هذا وتوافد عشرات الآلاف من أبناء حضرموت وعموم المحافظات الجنوبية والشرقية على ساحة الحرية بحضرموت في قلب مدينة المكلا, رافعين الأعلام الشطرية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" الجنوب سابقاً" مع لافتات تدعو إلى " التحرير والاستقلال" وإلى "فك الارتباط واستعادة الدولة"، كما ردد المتظاهرون هتافات وشعارات رافضة لمخرجات الحوار الوطني التي أقرت تحويل البلاد إلى دولة اتحادية " فيدرالية" من ستة أقاليم وبرزت هتافات" لا وحدة ولا فيدرالية" أثناء الفعالية.

وشاركت في الفعالية عدد من فصائل الحراك الجنوبي وأبرزها المجلس الأعلى للحراك الجنوبي بقيادة القيادي حسن باعوم وفصائل أخرى أبرزها فيصل النائب الأسبق للرئيس السابق/ علي سالم البيض فيما برزت مقاطعة فصائل الحراك التي شاركت في مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء.

وفي الفعالية وجه علي سالم البيض كلمة عبر الهاتف من مقر إقامته في بيروت طالب من خلالها كل قوى الحراك ومكوناته بالاتحاد والعمل بشكل جماعي ضمن إطار واحد يجمعهم على طريق سماه بـ" طريق الحرية والاستقلال".

ووجه البيض دعوة إلى أبناء الجنوب للزحف إلى مدينة عدن في 21 مايو القادم لإحياء الذكرى العشرين لفك الارتباط ولاستعادة" دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" ودعا للإعداد والتحضير الجديد لما سماه بالعمل التاريخي.

وأضاف البيض إن الموقف الخارجي قد بدأ بالتشكل والتغير لمصلحة قضية الجنوب, إلا أنه رهن تغيير الموقف الخارجي بما وصفه " الصمود والإصرار على هدف التحرير والاستقلال".

من جانبه قال رئيس المجلس الأعلى للحراك/ حسن باعوم إن أخطر المشاريع على القضية الجنوبية هو مشروع الأقاليم, واصفا إياه بالمشروع الشيطاني المسمى بالأقاليم.

ودعا باعوم- في كلمته عصر أمس- للاصطفاف والوقوف وقفة رجل واحد في وجه ما وصفها بالمؤامرات الوضيعة التي يحيكها من سماه" المحتل وأذنابه" هذه المؤامرات المتمثلة بالفيدرالية معتبرا الفيدرالية مشروعا صغيرا ولد من رحم إسقاط النظام اليمني.

وأضاف باعوم مؤكدا أن أي مشروع أو مشاريع ما دون التحرير والاستقلال واستعادة الهوية لا تعنينا وسنقف ضدها حتى النفس الأخير ـ حد قوله.

وعلى صعيد متصل صدر عن الفعالية بيان سياسي أكد على تجذير الهوية الجنوبية وإحباط ما وصفها محاولة تكريس إلحاق الجنوب بالهوية اليمنية مع التأكيد على المضي لتحقيق الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية.

وجدد البيان التأكيد على رفض مخرجات الحوار جملة وتفصيلا وتعهد البيان بإفشال كل المؤامرات الهادفة إلى تصفية القضية الجنوبية.

ودعا البيان دول الجوار الإقليمي والعالم إلى مواقف ايجابية تجاه قضية شعب الجنوب من أجل توطيد دعائم الاستقرار في المنطقة والعالم.

مراقبون اعتبروا نجاح الحراك في الحشد الجماهيري الكبير في حضرموت مؤشرا واضحا على فشل سلطة الرئيس هادي وحكومة الوفاق اليمنية في إقناع الشارع الجنوبي وعلى مدى الرفض الواسع لمخرجات الحوار في المحافظات الجنوبية وأن ما حدث أمس بالمكلا يعد انكشافا للرئيس وحكومته ولمعالجتهما للقضية الجنوبية.

ويضيف المراقبون إن قوة الحشد الجماهيري بالمكلا قد أرسلت رسالة سلبية ستضعف من مكانة الرئيس هادي خارجيا ومن نجاعة سياسته كما ستؤثر على الدعم الخارجي لمخرجات الحوار لمصلحة القوى التي رفضت الحوار ومخرجاته وأنها على الأقل قد أرسلت رسالة له تبعاتها إلى الخارج عن مدى تأييد الرئيس في الشارع الجنوبي خصوصاً.