أكدت مصادر محلية بمديرية المكلا محافظة حضرموت أن حارتي "البدو وباسويدان" شهدتا- يوم أمس- حالة من العنف والتوتر الشديد والاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش والأمن ومجموعة من الشباب المسلحين بحارتي البدو وباسويدان إثر قيام مجموعة من الشباب المحتجين على اعتقال الأجهزة الأمنية لأحد أبناء حارة البدو قبل نحو أسبوعين.. قيامهم بقطع جميع الطرقات العامة والفرعية في الحارتين ونصب نقاط تفتيش وتقطع وقطع الشارع العام في الديس بأعمدة الإنارة الكهربائية التي كان الشباب المحتجون قد قاموا بكسر عشر منها واستخدامها كحواجز لقطع الطريق العام.
وأوضحت المصادر أن مجموعة من الشباب المحتجين الذين قاموا بنصب نقاط تقطع حاولوا ابتزاز ونهب عدد من السيارات المارة, الأمر الذي دفع قوات الأمن بإرسال سيارة مدرعة بغرض إزالة الحواجز التي وضعها الشباب على الطريق العام وفتحه أمام المارة إلا أن جنود هذه الدورية الذين كانوا يستقلون سيارة مدرعة فوجئوا بإطلاق الرصاص عليهم من أماكن متفرقة لتندلع بعد ذلك الاشتباكات عند الساعة الثامنة والربع من صباح يوم أمس الأثنين بين الدورية الأمنية وشباب من حارتي البدو وبا سويدان في منطقة الديس في المكلا.
المصادر ذاتها ذكرت للصحيفة أن ثلاثة من جنود الدورية تعرضوا لإصابات بالرصاص الحي عن طريق القنص, ليدخل بعد ذلك بقية أعضاء الدورية في اشتباكات مسلحة مع المسلحين من شباب الحارتين الذين حاولوا تطويق السيارة المصفحة, مشيرة إلى أن وحدات من الجيش قامت بتعزيز السيارة المدرعة بعدد من المصفحات ودبابة وذلك لغرض مواجهة مسلحي الحارتين وفتح الطرقات التي تم إغلاقها أمام المارة بشكل تام ما تسبب في شل الحركة المرورية في منطقة الديس ككل.
وأفادت المصادر أن الاشتباكات استمرت بصورة متقطعة حتى الساعة 12 من ظهر يوم أمس لتحلق عند الساعة الواحدة بعد ظهر الاثنين مروحيتان مقاتلتان في منطقة الديس قامتا بإطلاق قذيفتين على إحدى المناطق الجبلية المرتفعة المحاذية لحارة البدو وإطلاق قنابل صوتية أثارت الرعب والفزع بأوساط سكان منطقة ديس المكلا, مؤكدة- في الوقت ذاته- أن هناك معلومات تفيد بسقوط قتيل من أبناء حارة البدو يدعى/ سعيد أحمد بارشيد وهو طالب جامعي أثناء توجهه لسكن الطلاب وإصابة عدد من شباب المنطقة ذاتها, في حين تفيد معلومات أخرى عن نقل أكثر من 5 جنود إلى مستشفى ابن سينا تقول إن الإصابات متفاوتة وأخرى ترجح سقوط 3 قتلى و2 من الجرحى في صفوف قوات أفراد النجدة.
وأشارت المصادر إلى أنه بعد تحليق مروحيتين عموديتين في المنطقة وإطلاق قنابل صوتية في المنطقة بالإضافة إلى إطلاق قذيفتين على الجبل المجاور للديس شهدت المنطقة هدوءاً نسبياً وانسحاب جميع شباب حارتي البدو وباسويدان الذين نفذوا احتجاجات يوم أمس وأمس الأول وقاموا بقطع الطرقات وإغلاق المصالح الحكومية كما شهدت المنطقة انتشارا لعدد من المصفحات العسكرية ودبابة شوهدت في شوارع الديس.
من جانبه دعا الشيخ/ أحمد با معلم- القيادي في الحراك الجنوبي ورئيس المجلس الأعلى للثورة الجنوبية بمحافظة حضرموت- دعا إلى عصيان مدني شامل ابتداءً من اليوم وبصورة مستمرة يتم فيه إغلاق الخطوط الرئيسية في شوارع المكلا تضامناً مع أبناء الديس جراء ما يتعرضون له من قصف بالطيران العمودي من قبل قوات الجيش اليمني ـ حد وصفه ـ.
وقال بامعلم في تصريح صحفي: إن نظام الاحتلال "الذي يترأسه هادي" يعاني من حالة هستيرية وحالة موت سريري معتبراً الأعمال التي شهدتها منطقة الديس في المكلا ومحاولة فتح الطرقات من قبل قوات الجيش والأمن عمل جبان.
هذا وتشهد منطقة ديس المكلا حالة من التوتر المصحوب بالحذر والخوف الشديدين من اندلاع اشتباكات مسلحة بين القوات الحكومية ومسلحي حارتي البدو وباسويدان.
تجدر الإشارة إلى أن مدير أمن المكلا السابق العقيد الركن/ فهمي بامحروس كان قد حذر- في وقتٍ سابق أثناء توليه منصب مدير أمن المكلا- كان قد حذر من الوضع الذي تشهده منطقة حارة البدو ودعا حينها العقلاء في المنطقة إلى منع الشباب الذين يقومون بقطع الطرقات ونهب المارة من القيام بهذه الأعمال.. وقال إن صمتهم سيقود الأمن إلى التدخل وحينها قد يحدث ما لا يحمد عقباه ولا يريد حدوثه جميع الخيّرين في حضرموت إلا أن دعوته وتحذيره لم تلقى بالاً عند وجهاء المنطقة من جهة ولا لدى السلطات المحلية التي تجاهلت الوضع حتى وصل على ما هو عليه اليوم.
