مأساة في غياهب التاريخ! همومها تراكمت من عشرات السنين..

فرع العدين.. وطنٌ منسيّ في زمن الجمهورية والوحدة

2014-04-01 09:23:05 أخبار اليوم/ملف خاص

مديرية فرع العدين الواقعة على بعد 60 كم إلى الجهة الجنوبية الغربية لمحافظة إب، وهي إحدى مديريات محافظة إب ورابع مديرية تقع ضمن إطار قضاء مديريات العدين الأربع(الحزم، الفرع ، العدين ، مذيخرة) تفتقر لأبسط مقومات الحياة العامة والخدمات الأساسية كالطرق والمياه والصحة والتعليم ولم تصلها خيرات الثورة والجمهورية، بل يتندر بعض أبناءها بالقول بأن عهد الإمامة مازال معشعش فيها وكثرت فراخه هناك..

مستشفى الوزيرة.. في إجازة

مؤخراً تعرض مستشفى الوزيرة الريفي للنهب والسرقة بعد إغلاق دام لأكثر من ثلاثة أشهر من قبل أحد النافذين بمركز المديرية، وعلى الرغم من وقوع الحادثة وتواجد المستشفى بالقرب من مركز المديرية وعلى بعد أمتار إلا أن السلطات الأمنية والمجلس المحلي في خبر كان وتبخروا وكأن شيئاً لم يحدث.

هذه المديرية محرومة من كثير من مقومات الحياة البدائية إلا أن قليل من الأجهزة الطبية حرموا منها وتم سرقتها ونهبها في ظل صمت رسمي مخزي للمجلس المحلي وغياب للضمير، تلك صورة واحدة من مئات الصور لمعاناة أبناء الفرع الذين شردتهم لقمة العيش وتركت أسرهم فريسة للأوضاع المأساوية وضحية لمجلس محلي أغلب من فيه لا يمتلك مؤهل ثانوية ولا يجيد القراءة أو الكتابة فكيف سيخطط ويتابع ويهتم بأمر المواطنين.

وأثناء زيارتنا لمركز المديرية وجدناه خالياً من أي مسؤول فلا مجلس محلي له أثر ولا مدير المديرية متواجد وهناك قليل من الجنود يعدون بأصابع اليد ولا يمكن أن يواجه هؤلاء الجنود أي هجوم -لا قدر الله- أو يمكن أن يقوموا بدورهم, بل إن أحد أعضاء المجلس المحلي قال بأن المديرية بها اثنين من الجنود والبقية مسرّحون.

وقد بدا واضحاً تلك المشكلة أثناء الهجوم على مستشفى الوزيرة قبل أشهر وإغلاقه من قبل مسلحين بحجة تعويض بـ93 مليون ريال على أرضية بني فيها المستشفى ولم تستطع الجهات الأمنية إيقاف عبث المسلحين وتم إغلاق المستشفى لأكثر من ثلاثة أشهر وبعد تعزيزات أمنية تمكن الأمن من فتح المستشفى لكن بعد أن نهبت معداته وحالياً المتهم الرئيس يسرح ويمرح داخل المديرية والأمن يتحرك ببطء للقبض عليه وأحياناً أخرى لا يهتم بمتابعة هؤلاء المسلحين كما تحدث عدد من المواطنين، فيما قال بعضهم بأن سوق مركز المديرية هو الأخر صار خاوي على عروشه نتيجة الاشتباكات المسلحة وتهديدات المسلحين لعدد من أصحاب المحلات التجارية.

تتكون المديرية من ثمان عزل ذات مساحات شاسعة والمديرية مترامية الأطراف وبها جبال شاهقة وبعضها ذات أرض زراعية وأبناءها أغلبهم يعملون خارج المديرية وشبابها فيهم الكثير ممن اتجه صوب التعليم، هذه العزل هي: عزلة بني احمد الثلث، عزلة الاخماس، عزلة بني يوسف، عزلة الأهمول، عزلة العاقبة، عزلة المسيل، عزلة الوزيرة، عزلة المزاحن.

المحكمة.. غياب القاضي والقضاة

أثناء زيارتنا للمديرية خرجنا من مركز المديرية باتجاه عزلة الكدرة عبر طريق وعرة جداً للغاية ومنها أشار لنا أصحاب منطقة الكدرة وعلى بعد مسافات شاسعة عن مقر مبنى المحكمة التابعة للمديرية، كثير من أبناء المديرية أثناء زيارتنا للمديرية قالوا بأن تلك محكمة فرع العدين تمارس عملها من وسط مدينة إب ومازال قاضي المديرية المعين يمارس فيها مهامه بعيداً عن مركز المديرية ومجمعها الحكومي الضخم والذي بني أصلاً كمكتب زراعي لا يقدم خدماته للمواطنين أيضاً.

ويشتكي الكثير من مواطني المديرية من هذا الوضع وتبعاته إذ أن القضاء يطول ويطول ويكلفهم السفر إلى المحافظة أموال كبيرة وباهظة نتيجة بقاء المحكمة في مدينة إب وطالب البعض بنقل مواطني الفرع إلى مديريتي الظهار أو المشنة حتى يحصلوا لبعض مقومات العيش الكريم.


المجلس المحلي.. هنا يداوم الغبار والأتربة

حين تزور مديرية الفرع وتصل إلى منطقة تسمى المستوصف تجد مبنى كبير فارغ ولا يتواجد به أحد وهو مركز مديرية الفرع والتابع للمجلس المحلي ومكاتبه مغلقة ومليء بالتراب والغبار ولربما الفئران نتيجة عدم تواجد المسؤولين فيه إلا ما ندر ويطالب البعض بتحويل المبنى سكن لبعض المواطنين من باب التندر والتهكم على بقائه فارغ ويقول أبناء المديرية بأنهم لا يعرفون اسم مدير المديرية فضلاً عن شكله وهيته نتيجة غيابه وعدم حضوره مقر عمله في مركز المديرية.

أبناء الفرع يشكون غياب الخدمات العامة ويحملون المسؤولين السابقين والحاليين تبعات معاناتهم، ويقول أحد المواطنين وهو شخص مسن بأن كل المسؤولين الذين عرفهم وتعاقبوا على إدارة شئون المديرية لم يقوموا بأدوارهم كما ينبغي وأكلوا من مناصبهم وتناسوا خدمة الناس الغلابى حد قوله..

شاب آخر يدعى- محمد عبدالله يقول لقد عشعش الفساد في الفرع وصار ينخر كل مفاصل الحياة فيها والتي منذ سنين طوال ومجلسها المحلي والمسؤولين فيها يقولون مالا يفعلون ..وبنيتها التحتية تطلع-تنزل-تحاول تظل كما هي تحت خط الفقر- حد الوصف- ويضيف ينام المسؤولين فيها على عهده.. ويصحون على مخصص.. وإذا أفتى المجلس المحلي فيها بأن نسبة الانجاز في مشروع ماء 70 % فهذا يعني أن هذا الرقم قابل للحسبة.. والطرح.. والقسمة.

تهميش واستئثار بالمشاريع

المديرية من خلال زيارتها تبدو كمن يقف على شفا حفرة من الانهيار من شدة شحة المشاريع الخدمية ووعورة الطرق والفقر والفاقة والبطالة التي يعيشها غالبية أبناء المديرية، والذين يقولون بأن مشاريع المديرية غائبة ولا يوجد لها أثر.

 مؤكدين على أن ما يؤلم في فرع العدين أن قلة من المشاريع تذهب لمجموعة قليلة من أبناء المديرية ويستولي عليها شخص واحد (مرشح المديرية للمحافظة) لصالح منطقته حد قولهم، أضف إلى ذلك تهميش المديرية وتهميش مجلسها المحلي من قبل السلطة المحلية في المحافظة.

ورغم هذا كله إلا أن هذه المديرية تصارع من أجل البقاء، وقد سبق أن قدم المجلس المحلي بكل أعضائه استقالة جماعية في 2007 م احتجاجاً على عدم اعتماد مشاريع خدمية للمديرية أثناء مشاريع العيد السابع عشر للوحدة في 2007م لكن تلك الاستقالة لم تحدث أي صدى لدى قيادة المحافظة أو المجلس المحلي للمحافظة.

وهو الأمر الذي انعكس بصورة سلبية لدى بعض أعضاء المجلس المحلي والذين يحاولون بكل جهدهم تقديم ما يمكن تقديمه لكن وبحسب أحد أعضاء المجلس فإن عدم اهتمام المجلس المحلي للمحافظة وقيادة إب لهموم المديرية ومواطنيها جعل أداءهم لا يرتقي لطموح المواطنين بل إن البعض لم يحضر المجلس المحلي منذ سنوات.

سلطة محلية.. لا جديد في الجديد

السلطة المحلية لم يحضر مسئولها الأول المديرية إلا نادراً ويقول أبناء الفرع إن زيارته للمديرية لا تتجاوز أربع مرات منذ تعينه وبأنهم لا يعرفون شكله ويدير المديرية عبر الهاتف وأحياناً من مركز المحافظة ومثل ذلك يقولون عن بقية المكاتب الحكومية، لكن بعد زيارتنا للمديرية صدر قرار وزير الإدارة المحلية بتعيين مدراء مديريات جدد كان من ضمنها تغيير مدير المديرية والذي كان مطلب لدى بعض شباب المديرية.

لكن شباب المديرية وعبر تواصلنا الهاتفي معهم لم يأملوا خيراً من الخلف كونه كان مدير سابق في مديرية ذي السفال ولم يحدث تغيير كما كانوا يتمنوه، ويبدو أن السلطة المحلية أمام تحديات كبيرة وتطلعات المواطنين التي يأملون منه أن تجد حيزاً كبيراً من اهتماماته وليس كمن سبقوه.

الطالب حسام الحسامي يدرس حالياً في جامعة تعز وهو أحد أبناء المنطقة يتحدث عن دور المجلس المحلي قائلاً: إن على أصحاب القرار في هذه المديرية وعلى رأسهم المجلس المحلي قبل ان يتكلموا عن أي مشروع أو عمل سيقدمونه للمديرية أن ينظروا إلى الواقع إلى الأرض لا إلى السماء فهناك تحديات كثيرة وكبيرة, ومن الحكمة أن لا يغضون الطرف عنها أو يمروا عليها مرور المتثائب الكسلان.

 وأضاف الحسام" لا يستغرب البعض من كثرة حديثنا عن المجلس المحلي ومديرية الفرع فهو واجب علينا ولا نمن عليها إذا وقفنا بجانبها لا بجانب مسؤوليها والنافذين المتسلطين والذين يفضلون مصالحهم الشخصية على المصالح العامة".

الوضع الصحي.. افتقار للكادر وغياب للمشاريع

للأمانة الملقاة على عاتقنا تضل الصحة في الفرع المكتب الحكومي الوحيد الذي به النجاح أفضل من غيره والذي يقول عنه المواطنين بأن له بعض الأثر على أرض الواقع وخفف من معاناة بعض المواطنين، رغم بعض المآخذ عليها مثل عدم تو فير الكادر الصحي المتخصص والاعتماد في بعض المراكز والوحدات الصحية على ممرضين فقط ، إضافة إلى أبناء الذوات والمسؤولين في المديرية الغائبين عن ممارسة أعمالهم.

ففي فرع العدين مستشفيان متكاملين في كل التجهيزات وأيضاً فيها 15 وحدة صحية و7 مراكز موزعين علي كل عزل المديرية وأغلب قراها وبحسب بعض القائمين على الصحة فالكادر أهم ما يفتقدونه وغياب المشاريع الصحية والبنى التحتية لمقومات الصحة.

يعد مستشفى المزاحن الريفي بمديرية فرع العدين والذي يتسع لـ 30 سريراً، ويضم قسمي رقود للرجال والنساء وغرفة عمليات بالإضافة إلى الملاحق، أكبر المستشفيات بالمديرية وبلغت كلفته 127 مليون ريال، وقيمة معداته وتجهيزاته والأثاث تقريباً تصل 106 ملايين ريال وبتمويل من وزارة الصحة العامة والسكان أما مستشفى الوزيرة والمغلق حالياً ويتواجد بمركز مديرية فرع العدين، والذي يتسع لـ20 سريراً وقد تم تو سعة المستشفى لغرف العمليات والسكن بكلفة 22 مليون ريال تقريباً، فيما تبلغ كلفة الأثاث والتجهيزات 25 مليون ريال بتمويل من وزارة الصحة والسكان.

الطرقات.. هنا يتعذر السير

أكثر ما يشد انتباهك وأنت تتنقل بين مناطق مديرية فرع العدين هو معاناة المواطنين من تلك الطرقات، إذ أن كل من التقيناهم يشكون من الطرقات التي يسيرون عليها ويطالبون الدولة بإيجاد شبكة طرق تسهل حركة السير من المديرية لمركز المحافظة أو بقية المديريات التي ترتبط معها.

مررنا بطرق تبدو قديمة جداً, ويقول أهالي تلك المناطق خصوصاً طرق بني يوسف والكدرة والأخماس ومركز المديرية والعاقبة، تلك الطرق كانت ضمن مخطط لطريق اسفلتي يربط العدين بالجراحي لكن بقدرة قادر تغير تخطيط الطريق، طرق المديرية يصعب نقل معاناتها إلا من يسير ويمر فوق تلك الطرق..

شبكة الطرق الداخلية هي الأخرى أكثر إيلاماً وأشد وعورة من غيرها ويحمل أبناء المديرية السلطات المحلية في المديرية والمحافظة ما يعانونه ويقولون بأن السلطة المحلية تركت واجبها متخلية عن مسؤوليتها في تعبيد طرق المديرية الترابية التي يتعذر السير فيها.

يقول المواطن عبد الحميد: ليس في مديريتنا طريق واحد تربط بين العزل وأغلب الطرق في المديرية عمل على شقها المواطنون بأيديهم، وأضاف بحزن: منذ سنوات ونحن نسمع أنه سيتم شق طرق ترابية وأنه سيتم تعبيد طرق أخرى إلا أننا اعتدنا على سماع هذه الأخبار عن المشاريع الوهمية بلا تنفيذ، وتابع بالقول بأن طريق بني يوسف الذي يربط بين مركز المديرية بالعدين لم يتم تنفيذ إلا ربع المسافة منه تقريباً رغم أن ميزانيته تم اعتمادها كاملة.


المياه.. الموت عطشاً

مؤخراً يعاني أبناء المديرية بمختلف مناطقهم من ندرة المياه ويقولون بأنهم لا يمتلكون مشاريع مياه تقيهم جفاف الشتاء وحتى ما يمتلكون من مياه في (البرك) التي تعد هي المخازن الرئيسة للماء من الصيف للشتاء يقولون بأنها انتهت.

ويلفت انتباهك وأنت تتجول في الفرع مشهد الأطفال والمسنين والنساء وهم يحملون الماء فوق رؤوسهم وأكتافهم وعلى ظهور الحمير، حيث أصبحت مشكلة المياه تؤرق المواطنين والآبار توشك أن تجف.

ويقولون بأن مشاريع المياه الموجودة لا تعمل لعدم صيانتها برغم حداثة إنشائها أو أن تلك المشاريع صارت ملكاً لأشخاص، وأصبح الموت عطشاً هو الهم الكبير لدى أبناء المديرية، وعبر أهالي المديرية عن شكرهم للصندوق الإجتماعي بالمحافظة والذي ساهم بتخفيف بعض المعاناة كما يقولون.

المواطن حميد مسعد يقول: الصندوق جزاءهم الله خير عملوا لنا سقايات وبرك وساعدونا والدولة ما بصرناهاش لا بخيرها ولا بشرها، يذكر أننا وجدنا مئات السقايات والبرك التي نفذها الصندوق الاجتماعي للمواطنين وبمساهمة من المجتمع وكانت خير معين كما يقولون لهم لكنها حاليا أصبحت جافة ومعدومة ويأتون بالماء من مسافات شاسعة ولساعات طوال.

التعليم خلف جدران الدكاكين

التعليم حاله حال التعليم في اليمن ولربما أسوأ لكن عزيمة عدد من شباب المنطقة تبدو كبيرة أمام واقع مثخن بجراحاتهم التي ليس من بينها التعليم فقط، ويشكوا بعض أبناء المديرية من ظاهرة تسرب الطلاب من التعليم نتيجة الوضع المادي والاقتصادي المتردي.

كما يشكون من ضياع فرص تعليم الفتاة وافتقار المديرية لمدارس بنات خصوصاً وأن هنالك إقبال كبير من قبل الطالبات على مواصلة التعليم كما في منطقة بني أحمد مصينعة والتي يتواجد فيها مدرسة تسمى مدرسة خولة بنت الأزور وبها أكثر من 700 طالبة.

وأثناء زيارتنا للمديرية وصلنا منطقة الفلق الوزيرة وإلى إحدى المدارس وهنالك وعند وصولك وأثناء الدوام الرسمي ترى الطلاب فيها موزعين بين الأشجار وخلف جدران الدكاكين وبين العمارات المهجورة بعضهم لا يجد فصولاً كافية وبعضهم غير مبال بالتعليم ويشكوا أبناء المنطقة من قلة المباني الدراسية وازدحامها وأحياناً نقص بالمعلمين أو أصحاب التخصصات.

الكهرباء.. الاستضاءة بصراع المسئولين

يقول أهالي المديرية بأنهم وبمجرد سماعهم خلال الأعوام الماضية بأن مشروع الكهرباء سيصل إليهم فرحوا واستبشروا لكنها فرحة ما تمت.. ولم تدم طويلاً فقد دخلت الكهرباء صراع النافذين والمشايخ وأيضاً المجلس المحلي وكان الصراع حول مكان موقع المحطة فكل طرف يريدها في المكان الذي يريد، الأمين العام للمجلس المحلي يريد موقع المحطة في مركز المديرية وممثل المديرية في المجلس المحلي بالمحافظة يريدها في عزلة المزاحن التي ينتمي إليها.

وكل يدعي مبررات اختياره فالمجلس المحلي يتمسك بموقع مركز المديرية كون الموقع يقع في قلب المديرية لتغطي أكبر مساحة من المديرية ومن كل الاتجاهات بخلاف عزلة المزاحن منطقة المرجامة كونها تقع في أقصى الشرق من المديرية وسيتعثر وصولها إلى الطرف الأخر في الغرب لمنطقة روينة وما جاورها من حسيد كما يقول الطرف الأول.

بينما ظل مرشح المديرية للمحافظة متمسك بها أن تكون في منطقة المرجامة كون الطريق إليها إسفلتيه بخلاف الطريق إلى مركز المديرية وكذلك للظروف الأمنية حد قوله ففي عزلة المزاحن أفضل أمنياً من مركز المديرية والتي ينتشر فيها القتل والنهب والاعتداء على المعدات الحكومية، وليس بمقدور المجلس المحلي حماية نفسة ناهيك عن حماية المحطة بدليل حوادث سابقه من تدمير لمولدات الكهرباء بالرصاص ونهب الأعمدة الخشبية والتي نهبت في وضح النهار وأمام المجلس المحلي وإدارة الأمن.

ويقول المواطنون بأن هذا الصراع ليس من أجل المواطن وما يريدونه وصول المشروع إليهم من أي جهة كانت ويبدو أن حظوظهم ضعيفة جداً بمشاريع كالكهرباء فالمواطن لا يزال يعتمد على أساليب الإضاءة البدائية كالفوانيس ومن لديه استطاعة مالية يمكن أن يمتلك ما طور يستخدمه لساعات قليلة من بعد صلاة المغرب، ويبدو أن الحديث عن الكهرباء لديهم نوع من الترف نتيجة اهتمامهم بمشاريع المياه التي تبدو الحاجة إليها أكبر وأهم كما يقولون.


الانفلات الأمني.. تهديد للسلم الاجتماعي

عبّر العديد من مواطني وأهالي مديرية فرع العدين عن استيائهم وغضبهم الشديدين جراء الانفلات الأمني الحاصل حالياً في مديريتهم وطالبوا السلطة المحلية بالمحافظة بكشف الأطراف الساعية لتأجيج الصراعات والمواقف المهددة للسلم المجتمعي في المنطقة وتهديد الأمن والسكينة العامة لمواطني مديرية فرع العدين, داعيين أجهزة الدولة إلى أن تترفع عن الإملاءات الشخصية لترجيح كفة طرف عن آخر.

وأشاروا إلى الصراع الحاصل في مركز المديرية ومستشفى الوزيرة وكيف أن الأمن لم يقم بدوره وهو على بعد أمتار من المشكلة.. كما تحدث البعض عن صعوبة بالغة في ضبط أي شخص يشتكي به وإن كانت هذه الظاهرة في أغلب الإدارات الأمنية لكنهم يقولون بأنها عندهم أكثر فلا يقدرون على إخراج عسكري وبلغتهم البسيطة(لا نقدر ننفذ عسكري إلا ويشل حقه مثني مثلوث).


تطلعات ببزوغ فجر ثورة جديد

يتطلع أبناء فرع العدين لوجود أثر للدولة والجمهورية وتقديم الخدمات التي جعلتهم في غياهب التاريخ كما يقول الشاب عبدالوارث الراشدي والذي ناشد حكومة الوفاق الوطني، والرئيس وقيادة محافظة إب أن تتلمس هموم وأبناء المديرية والذين تناستهم الحكومات السابقة ومحافظي المحافظة منذ قرون ويضيف من يزور الفرع سيقول بأننا مازلنا نعيش في عهد الإمامة ولم تصل الجمهورية والثورة إلينا.

كما يناشد كل المسؤولين والقائمين بالمحافظة إلى سرعة البدء بتنفيذ طريق سوق الحرية ـ القهرة ـ جبل رأس كمطلب رئيسي لعملية التنمية في المنطقة، ولارتباط الطريق الشديد، بمصالحهم الاقتصادية والاجتماعية.

خصوصاً وأن المنطقة زراعية وتعتمد ـ بصورة رئيسية ـ على الخدمات في المناطق المجاورة لها لافتقار فرع العدين لتلك الخدمات من طرق مبعدة وصحة مفتقرة وكهرباء معطلة ولا تغطي حتى مركز المديرية وتعليم متدهور، إذ تبلغ عدد المدارس في المدرية حوالي 56 مدرسة تضم أكثر من 30000 طالب وطالب ويعمل على تعليهم حوالي 750 مدرساً.

ويضيف الراشدي تأمل فرع العدين أن يتخرج من بين هؤلاء من يأتي ليهتم بها ويطالب بأبسط حقوقها التنموية، والتي حرمت منها منذ نصف قرن وكأنها اقترفت ذنباً لم تغفره لها الثورة والجمهورية والوحدة وحكم عليها بالعزل والمقاطعة حتى بزغ فجر الثورة الجديد اليوم وسيعانق المستقبل فرع العدين.

كما يتطلع أبناء الفرع لربط طريق المديرية بخط اسفلتي إلى مركز المحافظة وكذا تنفيذ مشاريع المياه وشبكة الطرق الداخلية وإيجاد مجلس محلي فاعل وغير أعضاءه الذين يتحملون المسؤولية الكبيرة في معاناة المواطن..

ومن خلال الزيارة وجدنا الكثير من الهموم والاحتياجات تراكمت عبر عشرات السنين من الإهمال والتجاهل تطلعات نأمل تلمسها ومعالجتها في هذه المديرية المنسية التي لم تجد الطريق إلا بعد مئات السنين وتبعد بمقدار هذه السنين عن عالم اليوم.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد