في الوقت الذي يشهد المناخ السياسي اليمني توتراً حاداً في علاقة الأحزاب السياسية (سلطة ومعارضة) وتوتراً غير معهود بين فرقاء العمل السياسي ينشط في المقابل وبشكل منقطع النظير، ما يسمى المعهد الديمقراطي الأمريكي في أوساط الساحة السياسية اليمنية متنقلاً بين مقرات الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني حتى وصل به الأمر إلى حشر أنفه في المقايل السياسية عبر رئيسه د/بيتر ديمتدوف وغيره من الشخصيات التي تعمل لهذه المنظمة والتي تعد أحد ذرع الاستخبارات الأمريكية وتواجدها في الدول العربية وأنشطته يمثل احتلالاًَ لكن بحلة جديدة من جهة نظر مراقبين ومحللين سياسيين.
وفي هذا السياق وبين الجو السياسي الملبد بالغيوم وتلك التحركات للمعهد الديمقراطي الأمريكي في صنعاء الذي لم يكتف مديره بتوسيع بون الخلاف في أوساط الأحزاب السياسية (الشعب العام، واللقاء المشترك) من خلال العديد من الخطوات، فوصل به الأمر إلى تحريض الكادر النسائي في الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، حيث أبدى يوم أمس الأول في المؤتمر الصحفي الذي احتضنه مقر منتدى الإعلاميات اليمنيات أسفه الشديد للخسارة التي منيت بها النساء اللاتي ترشحن في الانتخابات المحلية والبرلمانية المنصرمة بسبب وما سماه خيانة الأحزاب التي لم تلتزم وتحترم ميثاق شرف دعم النساء محرضاً القطاع النسائي في اليمن على ضرورة معاقبة تلك الأحزاب جراء خيانتها لها بحسب قوله. وهو الأمر الذي دعا الأستاذة/ سميرة رجب عضو مجلس شورى البحرين - عضو المؤتمر القومي العربي إلى التساؤل عن موقف الدولة من تحركات هذه المنظمة ومن تصريحات مدير المعهد الديمقراطي الأمريكي كما تساءلت عن السبب الذي يجعل المؤسسات المدنية والأحزاب الأصلية في اليمن ضد هذا الموقف وترفع مذكرة إلى الدولة لتتخذ موقفاً من ذلك، كما تساءلت عن مدى شرعية تواجد هذه المنظمات الأجنبية على الأراضي اليمنية مؤكدة أن هذا الواقع غير موجود في البحرين، لأن أنظمتها لا تسمح بذلك، وقالت رجب في تصريحها ل" أخبار اليوم": هذه المنظمات يجب أن تحارب كونها الوجه الآخر من الاستعمار الأمريكي والغربي في المنطقة اليوم العولمي من خلال أطروحات الديمقراطية والإصلاح كما أنها تمثل الوجه الآخر من خلال التغلغل داخل المجتمعات العربية للتأثير المباشر على القرارات الداخلية.
وعن تهافت وتسابق الأحزاب اليمنية ومنظمات المجتمع اليمني للالتقاء والجلوس مع المسؤولين القائمين على المعهد الديمقراطي الأمريكي في صنعاء أرجعت (رجب) ذلك إلى الإحباط المسيطر على المجتمعات والمؤسسات في اللقاء مع أنظمتها ونتيجة الفجوة الموجودة بين المؤسسات والمجتمع بين أنظمتها، لأن تلك الأنظمة لا تحاول أن تحتوي مطالب منظماتها السياسية، ولا تحاول الاقتراب من المجتمع. مشيرة إلى تدني الوعي المجتمعي نتيجة القمع وسنوات عدم التعليم، وقمع الثقافة ما يجعل الناس يعتقدون في المؤسسات الأجنبية بأنها ضمان لهم/ مؤكدة أن على الدولة التحرك لإنهاء دور هذه المنظمات في البلاد.
وأوضحت سمير رجب خلال حديثها مع (أخبار اليوم) بأن اللقاءات التي تتم بين المعنيين في هذا المعهد والمسؤولين في الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية يؤكد أن هناك التقاء في الأفكار والرؤى وأن من سيدفع ثمن ذلك هي الشعوب العربية. واعتبرت ما قاله بيترد يمتروف للنساء اليمنيات بأنه تحريض مباشر تدخل في الشأن الداخلي للدولة مضيفة: وأنا أتعجب كيف تسكت الدولة والأحزاب على هذا التحريض. حتى ولو كان هذا الكلام حقيقياً، فليس مصرح للجهات الأجنبية وهذه المنظمات أن تأتي تحرضنا على بعض لتعميق الهوة بين الآخرين.
من جانبها علقت الأستاذة/ جوهرة حمود، الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني لشؤون المرأة على تصريحات مدير المعهد الديمقراطي الأمريكي بالقول: ربما لا يقصد أحزاب أخرى لأن هذا الكلام لا ينطبق على الحزب الاشتراكي اليمني، وما طرحه فالحزب بعيد عنه جداً، وهو أكثر الأحزاب صديق للمرأة وداعم لها. ولا توجد لديه مشكلة ثقافية تجاه قضية المرأة، بل على العكس فقد شهدت النساء في فترة حكم الحزب الاشتراكي اليمني في جنوب اليمن أعظم مراحل الازدهار، ووصلت إلى مستويات متقدمة في الوظيفة العامة والمجتمع عموماً وحصلت على أرقى الشهادات.
وأكدت جوهرة للاشتراكي خلال حديثها مع (أخبار اليوم):- أن الحزب الاشتراكي حدد نسبة 30% للمرأة من هيئاته المنتخبة والمعنية وفي العملية الانتخابية، موضحاً بأن الحزب طرح مسألة ترشيح النساء، باسم الحزب في كافة المحافظات ولكن الكثير منهن تخوفن من خوض التجربة نتيجة لما صاحب الانتخابات المنصرمة، والتي سبقتها مضيفة:- المشكلة هي ليست في الأحزاب وإنما في السلطة التي أرادت أن تلغي كل ما سواها وأن تلغي أحزاب المعارضة من المشاركة في الحياة السياسية مستخدمة المال العام والسلطة التنفيذية.
وحول ما إذا كانت الأمينة المساعدة للاشتراكي قد لمست شيئاً من الخيانة تجاه الكادر النسائي لدى أحزاب اللقاء المشترك قالت: هذه الكلام لم يحصل ولم نلمس إلا تزوير الانتخابات من قبل السلطة فقط.
