;
أبو غياث المليكي
أبو غياث المليكي

كشف الأسرار لنظرية الأحجار 1171

2015-03-03 10:06:41


توطئة

ذهب أحد المرضى إلى طبيب ينشدُ علاجاً لمرضه المزمن والدائم والذي يتمثل في عدم رؤيته شيئاً – عندما يضع كلتا يديه على عينيه..

وبعد تفكير طويل من الطبيب- وإمعان العقل والخبرة - قام بالعملية الصحيحة, وحقق المعجزة وذلك بإحداث ثقبين في يدي المريض يمكناه من الرؤية عندما يضع يديه على عينيه.. وحتلت المشكلة!!..

لم يكن حديث (الحوثي) في نظرية (الأحجار) الشهيرة المتعلقة بالبدائل الاقتصادية للنهوض بالبلاد ومواجهة أي حصار اقتصادي – لم يكن ذلك من باب الصدفة أو من باب الفضول كما قد يخيل للبعض.. الأمر هو خلاصة الخلاصة والترجمة الحقيقية للفكر الشيعي المستند على مقومات كثيرة منها (الاصطفاء) و(العلم أللدني) و(الجفر) و(العصمة) وهذا كله يدفع كل من يتصدر الزعامة والقيادة منهم في أي زمان ومكان لمحاولة إقناع رعاياه بالكمال وبلوغ الغاية القصوى في الرشاد والتمكن المطلق من فهم وإدراك ما يدور – بل وإيجاد الحلول والمخارج للمشاكل بسهولة ودون أي تعقيد – و التنطع للمستحيل عقلا ونقلا و (إرجاع السيل مطلع).

حتى أنه من السهولة أن تجد- على سبيل المثال- مدع صغير منهم يحاول إقناعك أنه يستطيع معرفة اللصوص وأسماءهم لأنه يستخدم علم الجفر الذي ورثه من أجداده– واليمن كله يعرف أن المشعوذين الذين تصدروا علاج الناس على مدى قرون من الزمن لم يتركوا مرضا أو عاهة إلا وقالوا إنهم يعالجون الناس منها – بلا أدوية وبدون مراهم – فالوصول إليهم في كهوفهم ومغاراتهم – وذبح الأغنام والديوك السوداء والشمع والبخور – هي الباب للشفاء – وهي الوسيلة الوحيدة للوصول إلى الصحة والعافية.

كما أن الكثيرين يعلمون الادعاءات السخيفة بأن أئمة الشيعة المعصومين - كان لديهم المعرفة في تحويل الأحجار والخزف إلى ذهب وفضة – بل إن بعضهم وصلوا إلى ادعاء معرفة إكسير الحياة وأسباب الخلود الأبدي.

وفي هذا السياق يأتي حديث عبد الملك الحوثي – راكباَ حماره – ولابساَ لامته – لإلقاء المحاضرات – مكشرا عن أنياب ( الدعوشة) – ناسباَ إلى القاعدة كل من يخالف قاعدته..

فالرجل القادم من غبرة الكهف وظلمة الحقد- ومظلومية كربلاء وجرف سلمان – ينبري إلى منابر العلم والاقتصاد – ليحدثنا عن نظرياته الاقتصادية الجديدة – لكي يبقى شعبه المخدر على ثقة بالغد تحت أقدام سيدهم – ويطمئن إلى رفاهية العيش في ظل هذا الرئيس والإمام والملك والقائد العسكري والاقتصادي والسياسي والديني وكل شيء.

كثيرون كانوا يسخرون من الرئيس السابق/ صالح حينما كان يحشر أنفه في كل شاردة وواردة– ويلقي المحاضرات لدكاترة الجامعات – ويضع التوجيهات التي يراها وحيا على رؤؤسهم, ليتعلموا من (الزعيم) الملهم - فنون مهنهم وأسرار حرفهم, وخفايا العلم الذي أفنوا عمرهم في تحصيله.. ولم يدركوا أنه مقلد فقط لهذه العقلية التي ضربت بجذورها قروناً في بطن هذا الوطن وفي عقول من يرغب باعتلاء كرسي الحكم في هذا الشمال المتجمد.

نحن لسنا ضد أي فكرة تصدر من أي إنسان – يكون هدفها في الأخير – رفع مستوى الشعب– والنهوض بالأمة من عثرتها – سواء كانت (أحجار الحوثي) أو (إيدز الزنداني).

لكننا في هذا النقد للحوثي منطلقين من فكرة واضحة لكل ذي عقل ولب – أن من يخرب الوطن لا يأتي منه خير – ومن يسعى لإدخاله في حروب طائفية وعنصرية وإثارة الحساسيات المذهبية – لا يمكن أن يكون لأفكاره غير الضحك والسخرية – والتندر من الجميع .

ومن أسقط حكومة (الكفاءات) التي استبشر الناس بـ(بروفيسيراتها)- وفرض عليها الإقامة الجبرية وكبلها – لن يعدم الوسيلة لإدخال الشعب في قرارات اقتصادية – تقتل ما بقى من روح – وتستنزف ما ادخر من قوت.

ومن يسير في ركب العمالة لإيران – ليس من حقه الاتهام أو الحديث عن ركوب الآخرين مركب العمالة للسعودية والخليج.

ومن انقلب على (حوار عقول اليمن), وسفه أحلام مخرجاته, ووصم بـ(الدعوشة) كل مخالف له, حتى رئيس الجمهورية – المنتخب بتوافق كل مكونات الشعب ما عدا شعبه المصون, فلا يرجى من مستقبله أمل ولا يستشف من غده غير مزيد من الفقر والموت والجوع.

والله والوطن والشعب من وراء القصد

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد