;
فؤاد يحيى
فؤاد يحيى

إذا سقط الثور ... كثرت السكاكين 1089

2014-09-20 21:52:37


أصبح الوضع في أمانة العاصمة وضواحيها من الوضوح والجلاء بحيث لا يمكن أن يرتاب فيه عاقل أو يُماري فيه عادل، وأن تجد الكثير من سكان أمانة العاصمة ـ إن لم يكن معظمهم ـ في حالة يُرثى لها من الخوف والقلق وما هم عليه من ترقُّب وشرود ذهني غير مسبوق يُعد دليلاً وشاهداً دامغاً أن جماعة الحوثي وعلى رأسها عبد الملك الحوثي لا يكترث لحال مواطن أو تهمه مصلحة شعب كما يدَّعي و يتشدق زعيم الجماعة في وسائل إعلامه إنما هي محاولة لتضليل الرأي العام داخلياً وخارجياً وإن كان كذلك، لحاول زعيم الجماعة المسلحة ولو من باب الإنسانية ـ على أقل تقديرـ أن ينتهج طريقة أخرى ويبحث عن بدائل أقل ترويعاً وفزعاً لأمن وسكينة المواطن وأسرته ولما زادهم هما على همهم وأقلق أمنهم واستقرارهم تحت مسمى المصلحة العامة.
المطالب الثلاثة التي يتذرع بها الحوثي وجماعته المسلحة أصبحت اليوم ـ عن حق ـ غير شرعية ونقض شرعيتها بتصرفاته وتحركاته المسلحة التي سقط بسببها عدد من الضحايا الأبرياء مدنيين وعسكريين وأغلقت جراءها ـ مؤخراًـ عدد من المحلات التجارية كمحلات بيع المواد الغذائية ومحلات بيع وتوزيع الخبز وغيرها من المحال والمرافق الضرورية داخل الأمانة, ناهيك عن دوي الانفجار وأزيز الرصاص التي روعت النساء والأطفال في الأحياء القريبة في حي معين شمالاً وباقي أحياء الأمانة بشكل عام دون أن يعي أن هدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم مسلم أو إخافة آمن ــ كما جاء في الحديث. 
الوضع المزري والشرود الذهني ـ دونما عجب ـ إلى جانب حالة عدم الاستقرار التي يعاني منها سكان العاصمة صنعاء وضواحيها لا يعدو عن كونه مجرد محاولة لكتمان مشاعر وأحاسيس فياضة تعبِّر عن ما يدور في خلجات نفوسهم من حالة عدم الاقتناع والرضى بما يحدث من حولهم خاصة أن الوضع في أمانة العاصمة لم يعد يُحتمَل, فقد أصبح المواطن محاصراً وبات المغلوب على أمره يأكل ويشرب وينام وهو ينتظر ساعة الصفر ويعد ساعاته الأخيرة في هذه الحياة.
وأنا أرثي مصاب العاصمة صنعاء الجلل تحضرني مقولة دارجة فيها من الحكمة ما يفسر الحالة المزرية التي وصل إليها الوضع في كافة محافظات البلاد عموماً وفي أمانة العاصمة وضواحيها على وجه الخصوص هي " إذا سقط الثور ... كثرت السكاكين".
فعل الشرط في المقولة الدارجة ممثلاً بقوة وهيمنة الدولة وحكمة القرار أصبح ـ للأسف الشديد ـ قاب قوسين أو أدنى من التحقق ـ إن لم يكن قد تحقق فعلاً ـ إذا ليس من الغرابة بمكان أن نجد جماعة الحوثي تسن سكاكينها ومقاصلها لاقتحام العاصمة وتحقيق وطرها, وما فرضته الجماعة مؤخراً من حالة الاستقواء واستجلاب للخوف والقلق وممارسة العنف بقوة السلاح ـ دون ريب ـ سببه واضح وضوح الشمس في كبد السماء وهو أن ضعف الدولة وتهاونها في بسط هيمنتها ورضوخ الأخيرة أمام أوامر الحوثي وجماعته هو ما شجّع الحوثي ودفعه إلى ممارسة حالة الترويع والتخويف ومهاجمة " شملان وحي صوفان ومبنى التلفزيون وحي جامعة الإيمان والقادم أهول.
في المقابل .. الرئيس عبد ربه منصور هادي ـ الذي خالف اسم أبيه وجده ـ لم ينتصر في أي مواجهة مع الحوثي سواءً في محافظة عمران أو الجوف أو غيرها.. ولا هو اهتدى إلى حل أو طريقة لإخراج اليمن من أزماته الحالية أكانت سياسية أو اقتصادية أو غيرها و " ما يوم حليمة بسر"، الرئيس هادي أصبح اليوم أمام قرار لا ثاني له وهو تحقيق المطالب الثلاثة حقناً لدماء الشعب ــ كما يقول في خطابته ويبرر بها أخطاءه ـ والذي يبدو أنه إنما يرجئها لتسفك بشكل جماعي وهو ما قد أصبح وشيكاً.
تحدثنا كثيراً بالأمس وحذَّرنا أكثر من مرة ـ قبل أن تقع الفأس في الرأس ـ من نتائج القرارات الخاطئة لقيادة الدولة وسلبيات ما ستؤول إليه الأوضاع نتيجة التنازلات وعدم فرض هيمنة الدولة أمام تجاوزات الحوثي وجماعته المسلحة، أما وقد وقع... فليس أمام الرئيس اليوم سوى الامتثال لمطالب الحوثي الثلاثة ـ التي هي شرعية في مضمونها وغايتها ـ غير أن الحوثي يتذرع بها ويستخدمها بمثابة عباءة سوداء لاقتحام أمانة العاصمة وضواحيها وهو ما سيكون أكثر كارثية من إسقاط الجرعة أو تغيير الحكومة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني والحليم بالإشارة يفهم...!.
ختاماً أوجه رسالة للرئيس هادي وحكومته مفادها أن سكاكين التاريخ أشد فتكاً من سكاكين الحوثي والتاريخ لن يرحم كل من يتهاون في أمن واستقرار البلاد، والنار التي يحاول الحوثي ومن يسانده إذكاءها ستحرق أيادي من يُشعلها قبل ان يحترق بها غيرهم... أسأل الله العلي القدير أن يجنَّب يمننا الحبيب كل مكروه وأن يرينا في مَن يزعزع أمن واستقرار الموطنين عجائب قدرته, إنه سميع مجيب.


الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد