;
د.عبدالسلام الصلوي
د.عبدالسلام الصلوي

ملايين الجراثيم تحملها ذبابة واحدة 1238

2014-08-27 18:18:34


لا يكاد الربيع يطل علينا بشمسه السنية الضاحكة، وأزهاره العطرة الناضرة، حتى تعكر صفو أيامه حشرات الذباب مع دخول فصل الصيف، فتنفص علينا الاستمتاع بمباهج الربيع ومفاتنه، وتحرمنا لدة استنشاق هوائه العليل، فكلما تحلقنا حول الطعام تحلقت هي حولنا محومة، لتصب من أدانية، أو تموت في أطباقه شرها ونهما، وقد تسبقنا إلى موائدنا لتحرمنا لذة الأكل وتصدر شهيتنا عن الاستمتاع به، وإذا هربنا منها إلى الغرف لحقت بنا ولا حققنا داخلها، ولا نجد لنا مفراً منها إذا اسدنا النوافذ وأغلقنا الأبواب، وحرمنا أنفسنا تنسم الهواء، أو أفعمنا أجواء بيوتنا بالمواد المطهرة الخانقة لها ولنا على السواء مثل (البف باف، والريد) وغيرها من المبيدات الحشرية، وهي لا تكلل ولا تمل شأن الحيوان المتهالك على البحث عن طعامه صباح مساء، وما هدفها وهي تطير وتطير إلا لامتصاص الغذاء، ومرد جشعها هذا يعود إلى حرمانها من الأعضاء الماضغة التي تساعد على صحن الطعام وبلعه، وهي لهذا مضطرة لإذابة المادة التي تقف عليها بما تفرز من فمها القذر.. تمتصها بعد إذابتها من جديد وهذه الحركة تكلفها زمناً غير يسير وتجعلها ساعية النهار بطولة لتأمين غذائها، وهي تنشد طعامها من المزابل والأوساخ والقاذورات، وأواني الطعام أنى وجدتها، ولا يقتصر أذاها على إزعاجها لنا وتطفلها علينا لمشاركتنا الغذاء بل يتعدى ذلك إلى نقل الأمراض، وحمل جراثيمها ونشرها بين أفراد الشعب، ويكفي لهذه الحشرة الضارة الخبيثة أن تنشر المرض بين المواطنين فلا يسلم منها صغير أو كبير حتى الرضيع لا ينجوا من خطرها مما تحمل، فوقفة واحدة منها على إحدى شفتيه بفيه امتصاص حلاوة الحليب الذي كان يرتشفه من ثديي والدته.. هذه الوقفة كافية لأن تسري بجراثيم المرض إلى جسمه، وجسم الذباب مجهز بأوتار صغيرة كثيرة، وهي التي تحمل جراثيم الأمراض وتنقل العدوى، كما أن رؤوس أرجلها تحوي انتفاخات لزجة تساعدها على السعي والالتصاق بالجدران الملساء، وهذه الانتفاخات اللزجة هي التي تعينها على حمل الميكروبات وتنقلها من مكان إلى مكان، وإذا علمنا أن باء مكان كل ذبابة نقل ما ينوف على خمسة ملايين جرثومة في المرة الواحدة، وهذا يثبت لنا مدى خطورة هذه الحشرة..

وقد أثبتت التجارب الطبية المخبرية أن الذبابة وسيلة لنقل أكثر من ثلاثين نوعاً من الجراثيم، وكل نوع من هذه الأنواع يشكل خطراً داهماً على الإنسانية، فمنها السل، والتيفوئيد، والديزنتري، والتراخوما وغيرها من الأمراض الوبائية التي تكاد تذوب لها قلوب الناس هلعاً وخوفاً وهذه الأمراض منتشرة في مجتمعنا اليمني، وما ذلك إلا لإهمالنا وإغفالنا أمور الصحة والاعتناء بالنظافة والجهل المتفشي بين أوساط المجتمع اليمني، ورغم جهود المؤسسات الصحية الحكومية بحملات التوعية الصحية من مخاطر انتشار الأمراض المعدية، لكن هذه الحشرة تقوم بمهمتها خير قيام وعلى حين غفلة منا، إذ باستطاعة الذبابة الطيران من قرية إلى قرية مسافة عشرين كيلو متراً وهي محملة بالجراثيم الضارة والمؤذية، ذلك أن الجرثوم يجد في فمها وخرطومها الرطوبة والدفء والحماية والغذاء الذي تحتاجه للعيش والنمو والتكاثر، ويزداد نشاط وتكاثر ونمو الذباب صيفاً حيث تسعى في طلب الرزق.

وختاماً لابد من التنويه إلى خطورة وصعوبة إبادة هذه الحشرة المؤذية أو محاربتها إلا إذا تضافرت جهود الحكومة مع المواطنين عبر تكثيف حملات الوعي الصحي والبيئي عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والقيام بحملات نظافة شاملة للشوارع والأزقة والأحياء وإزالة أكوام القمامة والأوساخ المتناثرة في كل مكان وذلك بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية من أجل خلق شوارع وبيئة نظيفة وتشجيع طلاب المدارس والجامعات ورجال القوات المسلحة والأمن للقيام بحملات تطهير شاملة للمدن الرئيسية للقضاء على المخلفات من القمامة والأوساخ والأكياس الفارغة، وتوفير صناديق حفظ القمامة في كل الشوارع الرئيسية والفرعية من أجل حماية مواطنينا وخدمة مجتمعنا اليمني.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد