;
ماجد البكالي
ماجد البكالي

أزمة الاعتراف بالحقائق والمصير المخزي 1716

2011-10-20 05:24:00


وأنت تتابع التغطية الإعلامية لوسائل نظام صالح في اليمن ـ عفوا فهم يعتبرون ذلك الوصف إهانة ـ اقصد الرسمية وتصريحات المعنيين عبر هذه الوسائل وأحاديث العاملين بها من الوافدين الجدد ومن تبقى من القدامى تجد إصراراً غريباً لا يختلف عن ممارسات الجناح العسكري لنظام صالح,وكذا أحاديثه وممثليه على تصوير الثورة الشعبية اليمنية اليوم على أنها صراع سياسي بين الحاكم والمعارضة..دون إدراك جميع أولئك أن الأزمة الفعلية هي عدم اعترافهم بالحقيقة..أن ما هو حاصل في اليمن منذ 8 أشهر هي ثورة حقيقية. 
وأنا عندما اجزم بذلك ليس تعصباً ولا تحيزاً لفريق سياسي، بل إن الواقع هو من ينطق بذلك ومهمتي فقط هي التذكير بمنطق هذا الواقع والذي يعيه جيدا كل يمني بما فيهم عصابة رأس الرئيس ـ بالمنطق القبلي ـ والمستفيدون من محاولات استمرار حكمه..فالأزمة السياسية لن تدفع أكثر من 6ملايين يمني للاعتصام والتظاهر في 17 محافظة من محافظات الجمهورية طوال 8 أشهر متتالية..كذا الأزمة السياسية لن تدفع بهذه الملايين وغيرها للتضحية بأوقاتهم وأنفسهم وممتلكاتهم ـ كما رأينا وشاهد العالم أجمع ـ من اجل حزب سياسي أو مصالح أفراد مهما كان الولاء والطاعة..فذلك مخالف لطبيعة البشر والتكوين الإنساني وكل التاريخ البشري خال من وصف أحداث بهذا الحجم والتضحيات, إلا إنه ثورة لا أزمة كما يصفها صالح وزبانيته..وبالعودة أيضا إلى تاريخ المعارضة اليمنية وعلاقتها بالسلطة والأزمات التي عانتها البلاد جراء أزمات السياسة منذ 1990م نجد تعدداً وتنوعاً لتلك الأزمات وانحصارها في مظاهر انسحاب أعضاء نواب من المعارضة وحدة في التصريحات والتصريحات المضادة مظاهرة في محافظة أو محافظتين لنصف ساعة أو ساعة وتخمد بقمع الأمن لتعود أدراجها..
كيف نقارن أو نلتمس تلك النتائج بما هو قائم منذ ثمانية أشهر لم يتحرك اليمنيون فيها من شوارع محافظاتهم ولم تخيفهم أو تثنيهم آلات الحرب المختلفة التي استخدمها نظام صالح لإخماد ثورتهم بما فيها الطيران الحربي..الدماء التي سالت والمدن والأحياء التي دمرت على رؤوس ساكنيها وقطع وسائل عيش اليمنيين ونقلهم ورفعها إلى أسعار لا يقدرون عليها وتماطل وتمايل المواقف الإقليمية والدولية..كل ذلك وغيره واليمنيون ثابتون في ساحات الاعتصام وفي برامجهم الثورية..ألا يدل كل ذلك على إنها ثورة شعبية خالصة نابعة من إرادة شعب فضل أبناؤه الموت على أن يحكمهم صالح الذي سلب منهم كرامة اليمني وعزته وتاجر بسيادة وطنهم وخانهم وسخر مقدرات وطنهم لخلق الصراعات فيما بينهم كي لا يلتفتون إلى سلبيات حكمه ومحاسبته..أولا يدل ذلك أيضا على إنها إرادة شعب قرر إعادة حقوقه والانتصار لثورة سبتمبر وأكتوبر؟ الأسئلة كثر لا يتسع المقام لسردها، يعيها كل يمني كما أسلفنا. 
...ثم إن ذلك الكم الكبير المنضم إلى الثورة الشعبية السلمية من عقلاء المؤتمر الشعبي العام وقادته: وزراء ومدراء وجيش وأمن وأعضاء مجلس نواب وشورى والعالم كله يعرفهم لم يكن أحد منهم لينضم إلى ساحات التغيير والحرية لو كان الأمر مجرد أزمة سياسية بين السلطة والمعارضة.. وكم شهدت اليمن قبل 2011م من أزمات سياسية ما انضم لها وزير ولا عسكري ولا قادة في الحزب الحاكم..؟ 
ومع كل ما سبق فإن صالح ومن بقي من نظامه يدرك جميعهم أن الحقيقة المرة التي لا يريدون الاعتراف بها أمام الجميع وأن أستيقنتها أنفسهم هي: أن اليمن اليوم تعيش أقوى ثورة له بعد توحده لن يتمكن من الوقوف أمامها أحد ولن تنتهي بدون النصر وتحقيق أهدافها وأن الأزمة الحقيقية هم من يعانوها..وهي عدم قدرتهم على الاعتراف بهذه الحقيقة..وما يثير الغرابة والشفقة معا إزائهم وعليهم هو أسباب ودوافع خوفهم هذا من قول هذه الحقيقة والاعتراف بها، فالأطماع والمصالح صحيح قد تدفع المرء للخوف والتمترس في سبيل بقائها وجلبها..ولكن ليس إلى حد الانتحار والقضاء على وجوده وتاريخه وسمعته،وعلى آخرين معه..فماذا يستفيد الإنسان من منصبه أو ثروته إن كانت السبب في القضاء عليه وأهله؟..وإن كان الدافع هو حماية دول مجاورة من المد الثوري فلماذا أضحي بنفسي كحاكم وشعبي وتاريخنا معا في سبيل من سلبني وشعبي وقت حياتي وسيلعنني بعد مماتي ويبحث عن عميل آخر ـ مع أن الأحداث والمواقف الأخيرة أثبتت أن صالح وحده هو من لا يريد ترك السلطة ويصر على سفك دماء اليمنيين عسكريين ومدنيين ـ؟ أسئلة توجب على صالح ومن أبقته المصلحة المؤدية إلى الانتحار معه أن يسألوا أنفسهم بها قبل فوات الأوان الذي يبدو إنه فات ؛لأن أزمة عدم الاعتراف بالحقيقة تدفع بصاحبها إلى مصير مخزي وتضعه في مستنقعات التاريخ،فالمكابرة قد تنجح أحيانا مع أشخاص، لكنها تنحطم وتتكسر أمام إرادة الجماهير. 
أما الثورة اليمنية في الساحات فقد أدركت الصواب بالاستمرار في التصعيد السلمي وعدم الالتفات إلى من يتخبطه الشيطان من المس فليس علاجه بمبادرة الخليج ولا بحوار معارضه ليست سوى مناصر للثورة..وإنما علاجه في رحيله وشيطانه من جسد اليمن لتعد لهذا الوطن عافيته وصحته ويشفى من سقمه وعلته بعد 33 سنة ـ جنان وشعوذة.  

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد